القائمة الرئيسية

الصفحات

 حالة من الفقد

إسراء الزهدي 


وكأننا في غفلة لم نفق منها بعد، ولن نفيق إلا عندما نفقد، سواء فقدنا شخصًا عزيزًا علينا، أو شخصًا تتوقف حياتنا من أجله، لن نفيق من غفلتنا إلا عندما نخسر العديد من الأشياء، سواء كانت هذه الخسارة خسارة أشياء كنا نحبها وترتبط بها أرواحنا، أو أحلامًا كنا نأمل أن تتحقق ولم يحدث ذلك. أو أن نخسر أشخاصًا يمثلون أهمية كبيرة في حياتنا. لن نفيق إلا عند حدوث شيء كبير لم نتوقعه، أو كنا نترقب حدوثه ولكن ليس الآن، كنا نظن أنه أمامنا متسع من الوقت لنعود إلى رشدنا، غفلتنا ليست فقط عن الطاعة، بل غفلة عن كل شيء، غفلة عن صلاة وعن صدقة وعن صيام، غفلة عن صلة رحم وعن جبر خاطر، غفلة عن الكثير من النعم التي أهملنا وجودها، نترك الحزن يتمكن منا من أجل أشياء بسيطة، ونسخط على الله حقًا إنها لغفلة لن نفيق منها إلا بالفقد أو الخسارة، أو ببعض المرض الذي يعجزنا ويشل حركاتنا، حينها فقط سوف نشعر بالنعم من حولنا، من تأتيه إشارة كي يفيق، يبدأ تدريجيًا في الوعي، ومن يظل باقيًا في غفلته، يجب علينا كل حين مراجعة حياتنا، ولنسرد ما يحدث معنا لتتضح لنا الرسائل والإشارات، ولنتعظ بالمواقف، يجب علينا صنع ذكريات جيدة لتلازمنا، وصنع ذكريات مؤلمة لتعظنا وترشدنا، يجب عليك إعادة تدوير حياتك من جديد لعلك تجد طريقك الصحيح، كن ذا أثر لطيف، واترك بصمتك بداخل ذاتك قبل أن تتركها في الناس من حولك.

إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع