القائمة الرئيسية

الصفحات

حِـوار صحفي مع الكاتبة الجزائـرية إلهام مرجان

 حِـوار صحفي مع الكاتبة الجزائـرية: إلهام مرجان 


الصحفيـة: خديجة محمود عوض. 


في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..


فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.

- أنا الطالبة إلهام مرجان، عمري 20 سنة أدرس بالجامعة سنة ثالثة أدب عربي مع العلم أنني  تحصلت على شهادة  البكالوريا شعبة علوم تجريبية بتقدير جيد ،لكن حبي وشغفي للغة العربية جعلني أتخصص في هذه المادة في الجامعة. أحب الكتابة والمطالعة إضافة إلى أن لدي الموهبة في مجال التعليق الصوتي والالقاء.


_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟

 - بالنسبة لي  لايمكن للإنسان أن يصير إلى ماهو عليه الآن من مواهب ونجاحات إلا من خلال التضحيات، وهذا ماحدث لي اكتشفت موهبتي بعد أن فقدت أغلى شخص في حياتي، ففقدانه أيقظ الوحش الصغير الذي كان نائما بداخلي، فالمشاعر التي كانت مكبوتة داخلي تحولت إلى إبداع أجسده في الصفحات وألفاظ تتراقص على حساب المكنونات.

-الموهبة لوحدها دون بذل مجهود لاتكفي ،فلكي أطورها وأصقل الجوهرة التي اكتشفتها لابد لي من مطالعة الكتب والمشاركة في دورات الكتابة والمسابقات والتعرف على كاتبات ... وهذا مافعلته.


_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟ 

- دائما أحاول من خلال كتاباتي أن أحاور القلب من خلال ملامسة المشاعر والأحاسيس، كما أنني أهدف من خلال كتاباتي أن أوصل للقارئ رسائل معينة تختلف باختلاف المواضيع التي أكتبها.


_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟

- مررت بالعديد من الظروف الشخصية التي أدت إلى ركودي وفقدان شغفي في الكتابة ولكن بفضل الله ونعمته استطعت تخطي العثرات من خلال مواجهة نفسي  والتعرف على ذاتي أولا ثم من خلال الانخراط مع من هم مثلي،وأخيرا من خلال مطالعة الكتب التي أعادت لي شعور لذة  الكتابة.


_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟

- عائلتي حفظها الله خصوصا أمي ، وكذلك أصدقائي.


_  كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟

 - عملي مستلهم من الواقع كما أن نصوصي تنبض بالأرواح  الحية المثخنة بالمشاعر والأحاسيس وبالتالي فعملي واقعي ،أما بالنسبة لدقته فأنا أتفحصه العديد من المرات ثم أشاركه مع عائلتي وأصدقائي، وفي المواقع.


_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.

- بين دهاليز الظلام، تتساقط الأقنعة وتظهر المعاناة، تنظر إلى نفسها في المرآة وهي تراقب مدى تطور مرضها الفتاك، تساقط شعرها ،والهالات المحيطة بعينيها، محاصرة في الدجى،تنتظر الموت كبطل ليخلصها من شظايا انكسارها،مر عليها قطار الذكريات ليصحبها في رحلة إلى الماضي الأليم.

وصلت المسافرة إلى وجهتها،فانصدمت برؤية جدتها،غارقة بين الأحلام والواقع،تجري في وسط الزحام حتى تلتقي بمصباحها السحري الذي كلما كانت تدق عليه يحقق أمنياتها. وصلت الفتاة إليها والدهشة تغمرها،وعندما أرادت معانقتها تلاشت صورتها ، ينتقل القطار إلى الوجهة التالية ، وهو اليوم الذي صعدت فيه روحها إلى السماء،تراقب الفتاة شريط لحظات موت نبض  قلبها، وهي تبكي وتصرخ من جذور أعماقها عن ألم موقفها. إنها تعيد هذه الذكرى القاتلة لكيانها، لاتستطيع أن تفعل أي شيء سوى النحيب ، متمتمة بهذه الكلمات :" أتعلمين ياجدتي لقد أصبت بنفس مرضك لذلك خذيني معك ... "، قبلت جبين جدتها فرسمت على ملامحها ابتسامة تعلن فيها عن نهاية رقصة أحزانها. اختفى قطار الذكريات ،بعد مغادرتها مع جدتها إلى السماء بعدما كانت تعيش في القفار،وحيدة في الظلام ضحية لمرض السرطان.


_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟

- صراحة أفضل نشر الأعمال ورقيا،  بالنسبة لي القارئ لايشعر بمتعة المطالعة الحقيقية إلا من خلال ملامسة أصابعه بالورق  وتقليب الصفحات واستنشاق رائحة الحبر الجميل، وهذه الأمور تؤدي إلى تشكل رابطة أعمق بين القارئ وكتابه الورقي .


 _ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟

- هناك العديد من الكُتاب الذين أفضلهم منهم :أدهم الشرقاوي، حنان لاشين، فيودور دوستويفسكي..


_ مَـا رأيكِ بِجريدة "غَـاسِق" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟

- جريدة رائعة تبرز المواهب الصاعدة وتعرفها بالقراء أتمنى لكم التوفيق والدوام .

كان حوارا ممتعا استمتعت فيه  بالإجابة عن الأسئلة، سررت كثيرا بمعرفتكم شكرا.

الصحفية: خديجة محمود عوض 
جريدة غاسق

تعليقات

التنقل السريع