ريعان الشباب
إسراء الزهدي
هي فتاة في ريعان شبابها يتأكل قلبها أصابها الديجور ودلهمتها الحياة تحترق وتلتهمها النيران، تتساقط أوراقها على غير العادة، يتضائل صوتها مع مرور الوقت بل لم يتبقى منه سوى بعض النحيب والآنين الذي لا يسمعه غيرها، هي فتاة فقدت ذاتها وأحلامها فقدت الحياة وهي ما زالت على قيدها يتملكها الخوف؛ خوفًا من الحاضر والمستقبل وخوفًا من أن يطاردها الماضي، تخشى الفقد على الرغم من فقدها كل شيء، وتخشى الحلم تتنازل عن أحلامها وعن كل الأشياء التي تحبها تبتعد عن من حولها تنطوي على ذاتها ظنا منها أنها تحميهم وتحمي ذاتها، تستسلم وتترك كل الأشياء خلفها وتمضي في طريق لا يشبهها ولا يناسبها، تبحث عن السعادة التي تخلت عنها، تبحث عن الحب الذي منحته للجميع ولم يمنحها إياه أحد، وتبحث عن الطمئنية التي تبعثها بروحها البريئة في قلوب الجميع والتي لم تجد شخصًا واحدًا ليمنحها إياها، ربما وجددت لكنّ الأمر لم يكن بهذه السهولة كان خوفها أكبر من ذلك، هي الآن على مشارف الموت تمضي وحيدة دون فعل أي شيء، دون أمل ودون حياة فقدت حياتها في سبيل إحياء حياة الأخرين، ليست مثالية على أي حال فهي تستحق كل ما حدث لها، ظنت ذاتها قوية وتستطيع تحمل أي شيء وصعقت حين شاهدت ضعفها يتسلل من بين قوتها ليريها دهاء ظنها وخيبة أملها للمرة التي لا عدد لها قضت حياتها بخيبة أمل وستنتهي ايضا كذلك.
#إسراء_الزهدي ||#روح_الفؤاد
تعليقات
إرسال تعليق