بيان.. صوت الإرادة الذي لا ينطفئ

القائمة الرئيسية

الصفحات

 بيان.. صوت الإرادة الذي لا ينطفئ
شهادة خبرة من مشروع صناعة القراء أصبوحة 180 باسم بيان حسن العرمي، توثّق تميزها في تنمية مهارات القراءة ونشر الثقافة في الوطن العربي.
الصحفية|إسراء الزهدي


من قلب المعاناة ووسط تحديات الحياة، تظهر قصص تلامس القلب وتُلهم من يقرأها. "بيان" نموذج للإنسان الذي يصنع نفسه من الصفر، يؤمن بأن الإصرار هو المفتاح، وأن الموهبة لا تزدهر إلا بالتدريب والمثابرة. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على رحلة كاتبة فلسطينية صنعت لنفسها مكانًا في عالم الإبداع رغم كل الصعوبات.


هي بيان، وحقًا "لها من اسمها نصيب". كاتبة فلسطينية تقيم في الأردن، اختارت أن تصنع لنفسها طريقًا خاصًا مليئًا بالشغف والتحدي. درست التحاليل الطبية والمخبرية، لكنها لم تكتفِ بهذا المجال، بل وجدت في الكتابة والتدقيق اللغوي والتعليق الصوتي مساحة تعبر بها عن ذاتها وتترك أثرًا يميزها عن غيرها.


تصف تجربتها بأنها التجربة التي صنعت موهبة تجذب الأنظار لها. لم تيأس يومًا رغم الإحباطات المتكررة، وتقول إنها من الأشخاص الذين لا يستسلمون أبدًا، وهذا ما جعلها تصل لما هي عليه اليوم، وما سيقودها إلى المزيد في الغد بإذن الله.

تضيف بيان: "أنا شخص لا يستسلم، وهذا ما أوصلني لما أنا عليه اليوم وسيوصلني لأكثر غدًا."


تتحدث عن بدايتها فتقول إنها تحب جميع الأنواع الأدبية، لكن للروايات مكانة خاصة في قلبها. لديها كتاب خواطر مشترك مع صديقة من غزة (تتمنى لها السلامة)، نُشر إلكترونيًا، وتستعد حاليًا لإصدار قصة لليافعين مع دار نشر إلكترونية قريبًا، كما شاركت في عدة كتب ومشروعات أدبية وهي الآن تشارك في كتاب جديد.

أما عن إنجازاتها الأخرى، فقد حصلت على شهادات في دورات مختلفة وشاركت في فعاليات متنوعة في مجالات القراءة والكتابة والتعليق الصوتي.


ورغم كل ما حققته، تؤكد بيان أنها لم تتلقَّ دعمًا من أحد، بل اعتمدت على نفسها بالكامل، وتقول بصدق: "لم يدعمني أحد، وإلى الآن يرى الكثيرون أني أحاول دون جدوى، أنا حصاد نفسي."


وعن رأيها في الورش والدورات التدريبية، تراها مهمة جدًا، خصوصًا عندما تكون عملية التطبيق لا مجرد نظرية. وتؤمن أن الموهبة شرارة، لكن التدريب هو ما يصنعها ويصقلها.

أما عن القراءة، فتصف نفسها بأنها قارئة نهمة، قرأت في مجالات السياسة، والتاريخ، والدين، والأدب، والاقتصاد، والتنمية، والطب، والعلوم.

وترى أن الإنسان يمكن أن يمتلك أكثر من موهبة ويبدع فيها إذا وُجه بشكل صحيح ووجد الدعم الكافي.


طموح بيان لا يتوقف عند الكتابة، بل تسعى للوصول إلى الاحتراف في التعليق الصوتي والمونتاج والتدقيق والتحرير اللغوي، إلى جانب تطوير نفسها في مجال الكتابة الأدبية والإبداعية.

وفي لفتة صادقة تقول: "بدي أشكر بيان، لأنها تحملت ولا زالت تتحمل، لأنها تحاول رغم أن الطريق مرهق."، وهي جملة تلخص عمق رحلتها وصراعها الداخلي الجميل.


وعندما سُئلت عن جريدة "غاسق"، عبّرت عن امتنانها قائلة: "الجريدة رائعة، داعمة، مؤمنة أن الإنسان يستحق فرصة."


واختتمت الحوار بنص من كتاباتها يحمل بصمتها الخاصة، حيث كتبت:


"يخبرونك أن المتعة في الرحلة، وأن الوصول ما هو إلا نتيجة ثانوية... لكن لا أحد يخبرك أن الرحلة دون وصول ذكرى سيئة... ليس ما يقولونه لك بصحيح، الرحلة يجب أن تكون نهايتها وصول، يجب أن تثمر شيئًا، وإلا كانت ندبةً تتلمسها في قلبك عند كل محاولةٍ لبدءٍ جديد..."


كلماتها تعكس فلسفة نضج وتجربة، ترى أن الفشل ليس نهاية الرحلة بل نقطة بداية جديدة، وأن الحزن الحقيقي لا دموع له، بل صمت طويل وتجدد من بعده حياة جديدة.


بيان ليست مجرد كاتبة أو موهبة فلسطينية عابرة، بل هي قصة إصرار تُكتب بحبر الإرادة، ورسالة لكل من يسلك طريق الحلم دون دعم أو سند: اصنع نفسك بنفسك، فالإصرار لا يخيب.

وفي كلماتها الأخيرة، نسمع صدى كل من يحاول رغم الألم: "أنا حصاد نفسي... وما زلت أحاول."

تم النشر بإذن الكاتبة_جميع الحقوق محفوظة لجريدة غاسق الأدبية. 
الصحفية |إسراء الزهدي |جريدة غاسق

تعليقات

التنقل السريع