شهد المتولي

القائمة الرئيسية

الصفحات

ريحانة.. من الألم وُلد الحرف، ومن القرآن اشتعل النور

صورة نص أدبي للكاتبة بعنوان شخصك المفضل وهذا خلق الله مصورة من كتاب

الصحفية|إسراء الزهدي 


في قلب محافظة الدقهلية، تسكن فتاة تحمل في داخلها عالماً من الحروف، اسمها شهد المتولي، المعروفة بين قرّائها بلقب ريحانة. طالبة في كلية الآداب – جامعة المنصورة، قسم اللغة العربية، وجدت نفسها وسط دوامة من الألم، لكنه لم يكن سوى الشرارة التي أيقظت داخلها موهبة الكتابة.
تقول عن بدايتها: "كنت في أشدّ لحظات حياتي ألماً، ومن هنا بدأت أنسج ألامي على الدفتر، ربّما الموهبة لم تدفعني للكتابة إنّما الألم هو الذي دفعني."

رحلة ريحانة مع الكتابة كانت عميقة وغريبة في آنٍ واحد. بدأت بقراءة الكثير من الكتب، وتشرّبت من القرآن روح اللغة ومعانيها، حتى صارت كلماتها تنساب بعفوية نابعة من حفظها لكتاب الله. ومن هنا، أصبح قلمها وسيلتها لملامسة القلوب وإحياء الأمل في النفوس. تقول: "أسعى أن تكون كلماتي ذات أثر نافع للقلوب قبل البصر، لعلّ كلمة تُهدى قلباً تائهاً، أو تُرشد إنساناً ضائعاً في هذه الحياة."

تعشق ريحانة الكتابات الدينية، وتراها الأقرب إلى روحها. وقد نشرت عدة كتب تحمل بصمتها الخاصة، منها: غريق على اليابس، أحرف سطّرتها الحياة، ما وراء الكلمات، رسائل لم تُرسل، مراسيل العقول، بالإضافة إلى كتاب إلكتروني على منصة "مكتبتي" بعنوان على أمل اللقاء.
ورغم حصولها على جوائز وشهادات متعددة، إلا أنها لا تراها هدفاً قائلاً: "قلمي لا يكتب لأحصل على شهادات أو جوائز، إنما لأكون أثراً نافعاً كالغيث أينما حللت وارتحلت."

وفي حديثها عن الداعمين في مسيرتها، امتلأت كلماتها بالامتنان: لوالدها الذي أحبّ كلماتها، ومعلمها الراحل غريب أبو جعفر الخولاني الذي أخبرها يوماً أن حروفها تلامس القلوب، ولأصدقائها الذين شجّعوها في أوقات التردد، ولشخصٍ مجهول كان سبباً في استمرارها. وتؤمن شهد أن النقد جزء من الطريق، وتقول بثقة: "تعرضت للنقد، لكني مؤمنة بأن السعي والاجتهاد يوصلان الرسالة مهما طال الطريق." 

أما عن رؤيتها للورش والدورات الكتابية، فتقول إنها مفيدة بلا شك، لكنها ترى في دراستها الأكاديمية ما يغذي موهبتها أكثر. وهي تؤمن أن الموهبة تمنح الكاتب بصمته، لكن التدريب وحده قادر على تطويرها.
تحب القراءة بشغف، وتستلهم كثيراً من أعمال أدهم شرقاوي والدكتورة حنان لاشين، إلى جانب كتبٍ دينية مؤثرة مثل الداء والدواء.

تختصر ريحانة طموحها في كلمات بسيطة ولكنها عميقة:
أسعى أن أصل بكلماتي إلى قلوب الناس، وأن أكون ذات أثر، والبقية تأتي بإذن الله.

وفي نهاية اللقاء، وجّهت رسالة صادقة لكل قارئ قالت فيها:
أحسنوا علاقتكم بالله، وكونوا بارين بوالديكم، واسعوا في أعمال الخير، ولا تنسوني من الدعاء.


أما عن رأيها في جريدة غاسق ومبادرتها، فقد عبّرت عن امتنانها بقولها:
إسراء الزهدي، أحبّها من أعماق قلبي، وأكنّ لها كل المشاعر الطيبة، جزاها الله خيراً، ودمتِ ذات أثر نافع في حياتي.

تم النشر بإذن الكاتبة_جميع الحقوق محفوظة لجريدة غاسق الأدبية 
جريدة غاسق

تعليقات

التنقل السريع