لطيفة مؤمن محمود… كاتبة صنعت طريقها من الموهبة والمسابقات المدرسيةمروة صلاح
من قلب القاهرة، تبرز الكاتبة لطيفة مؤمن محمود، خريجة كلية التربية – قسم التاريخ، كإحدى الأصوات الأدبية الشابة التي استطاعت أن تشق طريقها بثبات منذ سنواتها الأولى، بعد أن بدأت اكتشاف موهبتها في سن صغير جدًا، وهو ما منحها دفعة قوية لتحقيق خطوات ناجحة في وقت مبكر من حياتها.
بدأت لطيفة رحلتها الأدبية من داخل المدرسة، حيث كانت تشارك في المسابقات المدرسية بقصص قصيرة وقصائد تقدمها في الحفلات. ومع تقدمها الدراسي وبلوغها المرحلة الجامعية، حققت إنجازًا كبيرًا بحصولها على المركز الثاني على مستوى الجمهورية عن إحدى رواياتها، وهو إنجاز أكّد لها أنها تسير في الطريق الصحيح.
وفي العام نفسه، شاركت في مسابقة تتبع إحدى دور النشر الخاصة بنشر أفضل الروايات مجانًا، وتم بالفعل نشر أول رواية لها وهي ما تزال في صفوف الجامعة. تصف لطيفة تلك اللحظة بأنها كانت الانطلاقة الحقيقية التي جعلت كتابتها تتحول من موهبة عفوية إلى مسار احترافي ومنظم.
أما اللون الأدبي الأقرب إلى قلبها فهو الكتابة المجتمعية، التي تتناول فيها قضايا الناس وهموم المجتمع، سواء في صورة رواية أو مقال. وتشير إلى أنها حصلت على عدة شهادات وجوائز تتعلق بمشاركاتها المدرسية والجامعية، بالإضافة إلى تكريمات من جرائد مصرية عن مقالاتها المنشورة معها بشكل مستمر.
وتملك لطيفة بالفعل عدة أعمال منشورة، من بينها رواية "مدينة الخذلان"، بالإضافة إلى مشاركتها في مجموعة قصصية بعنوان "مقام الشيخ عوض"، فضلاً عن عدد كبير من المقالات الأسبوعية التي تكتبها بالتعاون مع جرائد ومجلات مختلفة.
وعن الدعم الذي تلقته، تؤكد أن أهلها وأصدقاءها كانوا دائمًا السند الأقوى في مسيرتها. ورغم مواجهتها لبعض الانتقادات السلبية في البداية، إلا أنها كانت قليلة ولم تؤثر على عزيمتها.
وتؤمن لطيفة بأن ورش الكتابة مهمة للغاية؛ فهي فرصة لتبادل الأفكار، وتنمية الجوانب التي قد تغيب عن الكاتب. لكنها ترى أن التدريب وحده لا يصنع كاتبًا، فالموهبة يجب أن تكون موجودة أولًا، لأنها هبة لا تُكتسب بل يولد بها الإنسان، بينما يأتي التدريب ليغذيها وينمّيها.
وعلى الرغم من أنها لا تقرأ كثيرًا، إلا أن رواية "أرض زيكولا" تظل الأقرب إلى قلبها. وترى أن التركيز على موهبة واحدة يكون غالبًا أفضل، لأن توزيع الشغف على أكثر من موهبة قد يضعف العطاء، على الرغم من وجود أشخاص يمتلكون عدة مواهب بالفعل.
أما عن طموحاتها القادمة، فتتمنى العودة بقوة إلى كتابة الروايات بعد انشغالها مؤخرًا بالمقالات. وتعمل حاليًا على روايتها الجديدة "زينونة صاحبة اليد السوداء"، وتتمنى من الله التوفيق في إكمالها ونشرها قريبًا.
وفي ختام حديثها، وجّهت لطيفة شكرًا لكل من دعمها وآمن بها وساعدها في الوصول إلى ما حققته. كما قدمت نصيحة ذهبية لكل صاحب موهبة:
"لا تهمل موهبتك… فهي هبة من الله خصّك بها، وهذا شرف عظيم."
وأشادت في النهاية بجريدة غاسق ومبادرتها المميزة لاحتواء المواهب الشبابية والطاقات الناشئة.

تعليقات
إرسال تعليق