كيرلس عادل
جريدة غاسق
في زمنٍ تسكنه الألوان، اختار أن يتحدث بالأسود والرمادي فقط.
بفحمٍ بسيط وروحٍ مليئة بالشغف، يرسم ملامح تنبض بالحياة على ورقٍ ساكن. لا يحتاج إلى فرشاة أو طيف ألوان، فكل ما يملكه كافٍ ليحكي حكاياتٍ كاملة بلونٍ واحد.
لدينا اليوم مبدع جديد قرر أن يترك بصمته الخاصة في عالم الفن، بأسلوب مختلف وأدوات بسيطة. إنه الرسام كيرلس عادل جرجس، البالغ من العمر 26 عامًا، ابن محافظة الإسكندرية، شاب موهوب استطاع أن يحوّل الفحم إلى لغة تعبّر عن المشاعر وتوثّق اللحظات. بين لوحاته تجد وجوهًا تنظر إليك وكأنها تعرفك، وتفاصيل تنبض بالدفء والصدق. في هذا التقرير، نقترب أكثر من عالمه الفني، لنتعرف على بداياته، وشغفه بالرسم بالفحم، والتحديات التي واجهها في رحلته.
متى كانت بدايتك في مجال الرسم؟
في البداية كان المشوار صعب، خصوصًا إني علمت نفسي بنفسي، وكنت باعتمد على طريقة المحاولة والخطأ. والدتي كان ليها عظيم الفضل في توفير الأدوات المطلوبة والمناخ المناسب، وكان عندها إيمان بموهبتي بشكل استثنائي.
كنت طبعًا بحب أجرب أدوات كتير، فشلت في معظمها، ولقيت موهبتي في خامة الفحم لجمالها وإبراز ملامح البورتريه بشكل واقعي.
بداية اكتشافي لموهبتي كانت من خلال رسمي في حصص الرسم بالمدرسة، وكنت برسم بشكل يفوق أقراني من زملائي وقرايبي، وده خلّى المدرسين يعتنوا بموهبتي ويسلطوا الضوء عليّ، بجانب مشاركتي في تزيين جدران المدارس كنشاط صيفي ولتطوير موهبتي.
كيف اكتشفت أن لديك هذه الموهبة؟
كانت الورقة والأقلام هما الملجأ الوحيد ليا من صغري، ودي الطريقة الوحيدة اللي أعبّر بيها عن مشاعري وقت الفرح ووقت النجاح، وقت الحزن، وقت الانكسار.
كان الرسم هو المنفذ للخروج من ضغوطات أي مشاعر، والرسم كان القاسم المشترك وشريك كل لحظات حياتي.
كنت من صغري أحب أقلد الأشكال والصور، وكانت القياسات مش مظبوطة لصغر سني، وده اللي اشتغلت عليه علشان أطور من نفسي.
حدثنا قليلًا عن رحلتك في هذا المجال؟
بعد التطوير الذاتي لموهبتي دون الاستعانة بأي دورات تدريبية أو كورسات، وصلت لمستوى راضٍ عنه إلى حد كبير، والدليل إن مستوايا نال الإعجاب.
اتشرفت جدًا وفرحت لما أرسلت بورتريه للفنان محمد صبحي على الواتس الخاص به، وكان مضمونه رسم شخصيات فارس بلا جواد، وردّ عليّ إنه عجبه جدًا ودعالي بالتوفيق. بجد ده أسعد يوم في حياتي.
كمان أرسلت بورتريه لمؤسسة مجدي يعقوب، ونال الإعجاب من سيادته ومن فريق العمل، وكذلك مع الفنان أحمد أمين والفنانة سلمى أبو ضيف.
كما حصلت على تكريم من مسابقة كانت تُشرف عليها وزارة الثقافة ووزارة البيئة والري والزراعة، عن رسمتي للسد العالي، وحصلت على المركز الأول، وحصلت على العديد من الجوائز عن رسمي لأيقونات قبطية.
عندما يخوض المرء منا طريقًا جديدًا لتحقيق أحلامه يواجه الكثير من الصعوبات والانتقادات، فما العثرات التي واجهتك؟ وكيف تغلبت عليها؟
الحقيقة أول خطأ إني قارنت في البداية مستوايا كمبتدئ بمستوى محترفين سابقيني في المجال بمراحل كتير، وده أدّى إني أشعر بالإحباط واليأس.
كمان بالنسبة للداعمين والمتابعين، واجهت النوعية اللي نقدها بناء، والنوعية اللي نقدها سلبي، واللي للأسف كانت هي النوعية الأكبر في بدايتي.
قالولي إن حلمك مستحيل، وإن رسمك تافه ووحش، مفيهوش فن. بس ده أخدته دافع إني أرسم أكتر علشان أثبت عكس توقعاتهم، وده فعلًا قدرت أعمله بمعونة ربنا وحسن توفيقه.
اعتبرت إن موهبتي عبارة عن سباق بيني وبين نفسي، ماليش أي دخل بأي آراء خارجية سلبية، لازم أثبت لنفسي إني أقدر مهما كانت الظروف.
كنت واثق في ربنا وفي نفسي، وأحاول، وكل ما أقع وأفشل أحاول تاني لحد ما أوصل.
ولما كنت بشوف التطوير، كنت بفرح وأنسى تعبي وآراء الناس السلبية.
وكانت أمي هي السند والضهر، وهي أكتر حد شاف فيا إني هبقى فنان، ووفرت ليا كل اللي محتاجه، من أول المكتب اللي أقعد عليه، للأدوات اللي أستخدمها.
بجد هي أكبر داعم.
من خلال وجهة نظرك وخبرتك في مجال الرسم بالفحم، ما الذي تنصح به المبتدئين في ذات المجال؟
دور المبتدئين ينصب على إنهم عماد المجتمع، هما الأمل اللي هتنهض به الأمة وتحقق أحلامها، هما بكرة، هما المستقبل اللي جاي.
بقولهم يصدقوا نفسهم، ويصدقوا حلمهم، وميقارنوش نفسهم بحد، يأمنوا بموهبتهم وإنهم قادرين ينجحوا.
ده في حد ذاته مفتاح النجاح وبداية طريق وبداية صنع المجد.
نتمنى لك كل التوفيق، وأن تحقق ما تحلم به وتستحقه.
لقد كان شرفًا لنا هذا اللقاء معك، ونفخر بتسليط الضوء على تجربة فنية مميزة مثل تجربتك.
تعليقات
إرسال تعليق