القائمة الرئيسية

الصفحات

 نور الهدى جاب الله.. شغف متعدد بين الكتابة والتعليق الصوتي
الصحفية|إسراء الزهدي

من الجزائر، ولاية باتنة، تبرز الموهبة الشابة نور الهدى جاب الله، طالبة في مجال الطب البيطري، جمعت بين عوالم متعددة من الإبداع، لتؤكد أن الشغف لا يتقيد بتخصص أو مجال واحد.


تصف نفسها بأنها متعددة المواهب، تميل إلى التجديد والتجربة، إلا أن الكتابة والتعليق الصوتي أصبحا الأقرب إلى قلبها في هذه المرحلة من حياتها. وتقول عن بدايتها:

"منذ أن كنت في الابتدائية، كانت معلمتي تثني على كتابتي في التعابير، ومن هنا بدأ شغفي بالكلمة."


تروي رحلتها مع الموهبة فتقول إنها كانت "رحلة متقطعة مثل الأمواج التي تضرب ثم تختفي"، لكنها مع الوقت تعلّمت كيف توازن بين التوقف والاستمرار حتى وجدت طريقها نحو النضج الإبداعي.


تُفضّل نور الهدى الكتابة في الروايات التاريخية، حيث تجد في هذا اللون الأدبي مساحة للغوص في الأزمنة القديمة وسبر أغوار الشخصيات والمواقف، وهو ما يعكس عمق تفكيرها ودقتها في التفاصيل.


أما عن إنجازاتها، فقد استطاعت أن تنشر روايتها المطبوعة "كافاليار نيرو"، كما شاركت بقصة قصيرة مع دار نشر "قطرة حبر"، وساهمت في عدة كتب جامعة، إلى جانب نشر نصوصها في منصة راكان. وعلى الرغم من ذلك، تقول إنها لم تشارك من قبل في أي مسابقات أدبية.


وعن الدعم في بداياتها، تذكر أنها كانت وحيدة في رحلتها الأولى، لم تجد تشجيعًا مباشرًا من أحد، لكنها واجهت كل الصعوبات بثبات، مضيفة أن الانتقادات التي تعرضت لها كانت "بوجهة نظر شخصية" لا تُثنيها عن الاستمرار.


تؤمن نور الهدى بأهمية التعلم وصقل المهارات، وتقول:

"كنت في البداية أظن الورش والكورسات ليست مهمة، لكن مع الوقت أدركت أنها القاعدة التي يحتاجها الكاتب كي يصبح متمكنًا."

وترى أن الموهبة لا تكفي وحدها، مضيفة:

"الموهبة ضرورية، لكنّ إن لم تُنمَّ جيدًا ستكون مهدورة، فالمجتهد دون موهبة أفضل من موهوب لا يحاول."


وتصف القراءة بأنها "النفس الذي تتنفسه"، فهي عالمها الأوسع وملاذها الدائم، وتشير إلى أن من أبرز الكتب التي أثرت فيها: من روائع حضارتنا، تاريخ العرب، الرحيق المختوم.


وتعترف بأنها تمتلك أكثر من موهبة، لكنها تقول بصراحة إن هذا يجعلها أحيانًا مشتتة بين الاتجاهات المختلفة.


أما عن طموحها القادم، فتوضح أنها تسعى إلى إتقان المونتاج والتعليق الصوتي إلى جانب إكمال دراسة الماستر، مؤكدة أنها تعمل بخطى ثابتة نحو تحقيق ذلك.


وفي رسالتها المؤثرة، توجه الشكر قائلة:

"إلى كل من آمن بي حين فقدت نفسي، وإلى كل من قال لي كلمة لطيفة حين انهارت أحلامي، وإلى كل من دعمني حين أردت فقط أن أستسلم، أنتم قطعة من القلب."


وتختم بنصيحة تحمل روح القوة والإيمان:

"مهما عصفت بك الأيام إياك أن تترك أحلامك، حتى في أشد الأيام ثق أنك قوي لأنك متشبث بحبل الله، فإن أغلقت أبواب الأرض فأبواب السماء مفتوحة."


وقد شاركتنا نور الهدى بمقطع من كتاباتها المفضلة، جاء فيه:

"وحين غربت الشمس تعثرت الآهات لتصير رمادًا يلف الطريق كالضباب، فينقشع بنور القمر الوضاء، يسقي قلبي من ضمأ الطريق، فتؤول روحي كنجمة ساقطة تترقى لتعود مكانها بين النجوم، ترشد التائهين في غياهب الليالي المقفرة، لتصحو مع الشروق فأواصل طريقي نحو بستاني، وكان حلمي في الدرب رفيقي."


وفي ختام حديثها، عبّرت عن امتنانها لجريدة غاسق ومبادرتها في دعم المبدعين، قائلة:

"بوركت جهودكم، وجزاكم الله خير الجزاء عن كل دعمٍ تقدمونه، حين انحاز الجميع لجانب العولمة، أنتم هنا تدعمون جذور أصولنا."

إسراء الزهدي|جريدة غاسق

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع