حِـوار صحفي مع الكاتبة: مريم محمود
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
-فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنكِ.
-أنا مريم محمود ، كاتبة شابة أبلغ من العمر 16 عامًا. منذ صغرى وجدت في الكتابة ملاذًا أعبر فيه عن أفكاري وأحاسيسي. لديّ شغف كبير في سرد القصص ونقل المشاعر عبر الكلمات، وقد قادني هذا الشغف إلى تأليف أعمال عديدة. من بين هذه الأعمال، روايتي الأولى "الأمل في الظلام" التي تمثل بالنسبة لي رحلة تحدٍ وأمل في مواجهة الصعوبات. كذلك، قمت بتأليف كتاب "التعافي من الصدمات النفسية"، الذي يعكس تجارب وأفكار عن كيفية التعامل مع الألم النفسي والسعي نحو الشفاء.
-حلمي الكبير هو أن ترى هذه الأعمال النور في صورة ورقية، لأنني أؤمن بأن الكتاب الورقي يمتلك سحرًا خاصًا لا يمكن للنسخ الإلكترونية أن تعوضه. في الوقت نفسه، أعمل حالياً على كتابة رواية جديدة ستشكل جزءًا من سلسلة روايات أطمح لأن تكون محطة فارقة في مسيرتي الأدبية. هذه السلسلة تحمل الكثير من الأفكار التي تترجم تجاربي الشخصية ورؤيتي للحياة، وأتطلع لمشاركتها مع جمهور القراء.
_كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما الذي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
-اكتشفت موهبتي في الكتابة عندما كنت أجد نفسي دائماً مشغولة بتدوين أفكاري ومشاعري في دفتر يومياتي. لم تكن مجرد كتابة عابرة، بل كانت تعبيراً عميقاً عمّا يدور في ذهني. لتنمية تلك الموهبة، كنت أقرأ الكثير من الكتب والمقالات، وأبحث عن مصادر إلهام تساعدني على تحسين مهاراتي الكتابية. كما أنني كنت أشارك نصوصي مع أقاربى وأصدقائي لأسمع آرائهم، مما ساعدني على تطوير أسلوبي.
_مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
-أفضل الأساليب التي أستخدمها في الكتابة هي التركيز على التفاصيل الدقيقة، واختيار الكلمات بعناية، والاعتماد على الوصف الدقيق للمشاعر والأماكن. أحب أيضاً استخدام التشبيهات والاستعارات التي تضيف عمقًا للنصوص وتجعلها أكثر تأثيرًا في القارئ.
_يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
-واجهت العديد من العثرات، مثل الشعور باليأس أحيانًا أو الخوف من عدم تقبل الناس لأعمالي. لكنني تعلمت أن أتجاوز هذه العثرات بالصبر والمثابرة، وأدركت أن الفشل ليس نهاية الطريق بل هو درس يساعدني على النمو والتطور.
_في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
-الشخص الذي يساندني دائماً هو والدتي، فهي دائماً ما تدعمني وتشجعني على الاستمرار في الكتابة، حتى في أصعب الأوقات. بوجودها بجانبي، أجد القوة للاستمرار والتقدم.
_كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق وواقعي؟
-لأتأكد أن عملي دقيق وواقعي، أحرص على مراجعة نصوصي أكثر من مرة والتأكد من صحة المعلومات التي أذكرها. كما أنني أحب أن أستند إلى تجارب حقيقية سواء من حياتي أو من تجارب الآخرين، مما يمنح كتاباتي صدقاً وواقعية.
_شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
-أحببت هذا النص الذي يعبر عن حالة من الضياع والوحدة:
"أتراه؟ جالسًا وحيدًا.. لا يعلمُ مَن معه ومن عليه.. يشعر بأنَّ هذا المكان لا يناسبه، أشخاصٌ قاسون كجمراتِ الفحم، لكنه يا أسفىٰ غيرُ قادرٍ على رحيلِ هذا المكان، لأنه اعتاد عليه وعاش فيه، وفي ليلةٍ انقلبت الموازين ضده، لا المكانُ أصبح ينتمى له ولا الأشخاصُ أصبحوا مثلَ ما كانوا."
"مَرْيَم مَحمُود".
_أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
-أفضل النشر الورقي لأني أشعر أنه أكثر تميزاً ويمتلك طابعاً خاصاً. ورائحة الكتب والقدرة على لمس الصفحات تجعل تجربة القراءة أكثر قرباً ودفئاً. ومع ذلك، لا أنكر أهمية النشر الإلكتروني في الوصول إلى جمهور أوسع.
_مَـن كَاتبكِ المُفضَـل؟
-كاتبي المفضل هو نجيب محفوظ، لأن أعماله تجمع بين البساطة والعمق، وتعبر عن الحياة اليومية للمجتمع بطريقة فريدة تأسر القلوب والعقول.
_مَـا رأيكِ بِجريدة "غَـاسِق" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
-أرى أن جريدة "غاسق" الأدبية هي منبر رائع للأدباء لنشر أعمالهم ومشاركة أفكارهم مع جمهور أوسع. أما بالنسبة للحوار، فقد كان عميقاً وممتعا، ساعدني على التفكير بشكل أعمق في تجربتي الأدبية وما قدمته حتى الآن.
تعليقات
إرسال تعليق