القائمة الرئيسية

الصفحات

 هاربًا خلف ستار

إسراء الزهدي 


دائمًا ما أقف خلف ستار أراقب كل ما يحدث حولي، الجميع يتجاهل فقري وموت والدي وحتى طفولتي، جميعهم رحلوا وتركوني بلا مأوى وبلا سند، تأذيت كثيرًا بالسب والضرب، كنت شجاعًا بوجود أبي، وبكلماتهِ الرقيقة عندما يخبرني أنني بطلهُ وأنني سأُصبح شرطيًا شجاعًا، كان دائما ما يحذرني من الخوف، ويوصيني بأن لا أخاف من شيء أبدًا، أما الآن فقد خالفت حُلمي وحلم أبي، حتى أنني لن أُصبح شجاعًا أو قويًا بكل هذا الخوف، أخاف من الظهور ومن أن يراني أحد فيسخر مني ومن حالي، الجميع يكرهني ويُعايرني، لا مأوى ولا سند ولا حلم ولا محبين ولا شيء، حياتي أصبحت كالآشيء، وإلىٰ الآشيء، لا هدفَ لي ولا مشجعين، كنت أظن أن خلف الستار حياة سعيدة، أما الآن وقد أصبحت أفعل كل شيء من خلف ستار اختفاء عن أعين الناس، قد أدركت أن خلف كل ستار جريح يتألم، وقلب محطم، وهاربًا، هاربًا من أذىٰ الناس، خلف ذاك الستار سنجد مجتمعًا يختلف عن المجتمعات كلها، فهُم أُوناس فقدوا ومازالوا يفقدون ولا أحد يشعر بهم.

إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع