القائمة الرئيسية

الصفحات

 روح مبتورة

إسراء الزهدي 


أقف حائرًا مكتفًا بين أوجاعي وكأن هناك العديد من الأشخاص بداخلي، بداخلي شخصًا غارقًا في أحزانه وكأنه يجلس علىٰ مرتفعْ جزيرة وسطَ الماء لا مخرج لهُ ولا مُنقِذ، تكاتلت الأحزان على قلبي فلم أعد أرىٰ النور، فقط أرىٰ جميع الأشياء مُظلِمة، أقف مشتتًا فاقدًا الأمل بالحياة، حتىٰ أنني لا أرىٰ ذاك الشُعاعْ المُنير بجانبي، تمكن اليأس مني فأسقطني، بداخلي شخص مكتئب شارد كصحراء فارغة لا يوجد بها سوىٰ الصخورِ والجبال، لا ماء بها ولا هواء ولا إيواء، كالتائهِ الحائِر أنا بين الصحاري والغابات، لا أشعر سوىٰ بالكمد، لا أحد يشعر بي، ولا أحد يعلم كمْ أُعاني، أحيانا ما أتخذُ قراري بالمحاولة لأتغلب على ذاك اليأس، فأقف أمام ذاك النهر بأمواجهِ المرتفعة من حين لآخر، أستنشق نسمات الهواء الدافئ، وأستمع لصوت العصافير في السماء تُغرد، وبالرغم من كل تلك الأشياء حولي، الماء الصافي والهواء النقي، والطيور والصحاري والغابات وذاك الشعاع المنير بجانبي ومحاولتي للتغلب على أوجاعي، إلا أنني أشعر بداخلي فانيًا مهجورًا مرهقًا موجوعًا، أشعر وكأن جزءًا من روحي قد بُتر، أو كأنني فقدت جزءًا من قلبي، أبحث عنه منذ مدة ولا أجده، فأنا كفاقد يبحث عن فقيده منذ آلاف السنين ولا يجده، أتمنىٰ لو أستطيع مساعدتي للتخلص من كل هذا الألمْ والخراب بداخلي.

إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع