القائمة الرئيسية

الصفحات

 رسالة لم تصل

إسراء الزهدي 


أكُتب إليكِ مُنذُ سَبِع سَنوات وأتوهم أنكِ مَا زلتِ تقرئين رسائلي، وها أنا الآن بعد كُل هذه السنين ما زلِتُ أنتظر ردكِ كالعادة، اشتقتُ إليكِ كثيرًا، متىٰ سَتعودين؟

طال غِيابُكِ، كيف استطعتِ الابتعاد عني كُل هذه المُدة، ألم يَحْن موعد عودتكِ بعد، أم أنكِ أحببتِ البُعد، أتتذكرين هذا المكان الذي كنَّا نجلسُ فيه سويًا، أذهب إليه كُل ليلةٍ مُنذُ سَبْع سنوات؛ علىٰ أمل أن ألقاكِ هناك، أعلم أنكِ تُحِبين قِرأتْ الكُتُب كثيرًا فأذهب كل ليلةٍ إلىٰ مكتبتكِ المُفضلة لأشتري لكِ الكُتُب التي تُحبين قِرأتها، وهل تتذكرين تلك الفتاة الصغيرة التي كُنا نلتقي بِها كُل إثنين معَ والِداتِها في المقهىٰ؟

لقد كَبُرتْ الآن وهي تسأل عنكِ، لستُ وحدي مَن أشتاق إليكِ فالجميع ينتظر قدومكِ إلىٰ متىٰ ستتجاهلين رسائلي؟

لن أُسامحكِ علىٰ هذا، سوف أُعاقبكِ بشدة عندما أراكِ، عُودي سريعًا فنحن جميعًا بحاجة إليكِ، سأجلُب لكِ قطع الحلوة التي تُحبينها، وسأشتري لكِ كُل ما تُحبين فقط عودي؛ كي يَكِف الجميع عن قول أنكِ ميتة وأنني من أتوهم وجودكِ، أعلمُ أنكِ حية وتقرئين رسائلي هذه، ولكِنكِ غاضبةً مني، أعدُكِ أنني لن أُغضبِكِ مرةً أُخرىٰ، لقد تعاهدنا علىٰ أن نُكمِل الطريق سويًا ألم تُخبِريني أنكِ لن ترحلي أبدًا، ماذا حدث الآن؟

أُسامحكِ، ولكن عودي، فأنا لن أكُف عن الكِتابة لكِ كُل يوم، حتى نلتقي من جديد. 


إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع