القائمة الرئيسية

الصفحات

 ست الحسن ورد.. موهبة متعددة من الشرقية تشق طريقها بثقة نحو القمة

الصحفية|إسراء الزهدي 


في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، تعيش فتاة تُدعى ست الحسن "ورد"، تبلغ من العمر أربعةً وعشرين عامًا، وتمتلك روحًا فنية تجمع بين الكتابة والشعر والإنشاد الديني والتمثيل المسرحي والغناء والتأمل في خلق الله. مزيج نادر من الموهبة والإحساس جعلها تترك بصمتها الخاصة في كل ما تقدمه.


بدأت رحلتها الإبداعية بكتابة القصص والنصوص، وأحيانًا بعض الاسكريبتات، ثم تحوّلت الكتابة من مجرد هواية شخصية إلى شغفٍ حقيقي. كانت تكتب في مذكراتها الخاصة حتى اكتشفت عالم السوشيال ميديا والمؤسسات التي تدعم المواهب الأدبية، فانطلقت بخطوات ثابتة في مشوارها ككاتبة مبتدئة، قبل أن تصبح مدققة لغوية في عدد من الكيانات الأدبية، ومقيمة في بعضها، دون أن تتوقف عن التطوير، إذ ما زالت تحرص على حضور الكورسات والدورات التدريبية لصقل موهبتها وتنمية قدراتها أكثر فأكثر.


تقول “ورد” إنها تعتبر الكتابة اللون الأدبي الأقرب إلى قلبها، فهي عالمها الآمن الذي تجد فيه ذاتها. وقد شاركت في كتاب ورقي مجمع بعنوان "دمعة حرة"، كما تعمل حاليًا على رفع كتاباتها عبر منصات جوجل لتصل إلى جمهورٍ أوسع. ورغم أنها لا تهتم كثيرًا بتجميع الشهادات والجوائز، إلا أنها تشعر بالتميز بما تملك من موهبة، مؤكدة أنها غالبًا ما تحصد المركز الأول في مسابقات الكتابة التي تشارك بها، كما حدث في آخر فعالية أدبية لها.


تعتبر والدتها الداعم الأول في مسيرتها، فهي التي ساندتها منذ البداية حتى وصلت لما هي عليه الآن. وتقول إنها واجهت في طريقها بعض الانتقادات السلبية من “أصحاب القلوب المريضة”، لكنها لم تتوقف عندها، بل واصلت طريقها بثقة وعزيمة.


وترى “ورد” أن الورش والكورسات الخاصة بالكتابة ضرورية للغاية، لأنها تمنح الكاتب فرصة لاكتشاف ذاته وتطوير مهاراته بشكل مستمر. وتؤمن أن الموهبة وحدها لا تكفي، فليس من السهل أن يصبح الإنسان كاتبًا حقيقيًا، لأن أغلب القرّاء يمكن أن يتحولوا إلى كُتّاب، بينما كثير من الكُتّاب لا يفقهون شيئًا عن جوهر الكتابة سوى اسمها.


أما عن قراءاتها المفضلة، فتذكر كتاب أليس في بلاد العجائب باعتباره أحد الأعمال التي أثّرت فيها، وتؤمن أن الإنسان يمكن أن يمتلك أكثر من موهبة في حياته، فالحياة الثرية بالتجارب قادرة على فتح أكثر من باب للإبداع.


وتطمح في المستقبل إلى غرز مكانة قوية لها بين كبار الكُتّاب، وهي لا تنسى فضل من وقف بجانبها، فتوجه شكرها الخاص إلى والدتها وصديقتها المقربة “شهد أحمد” (أميرة الديجور) على دعمهما الدائم ومساندتهما المستمرة لها.


تختم “ورد” حديثها برسالة تلخص فلسفتها في الحياة:

إن كان لديك حلم، لا تجعله أسيرًا للخفاء ازرع بذوره وأحصدها زهرةً تفوح برائحتها لكل من يشتمها.

ومن بين أعمالها الأدبية المميزة، شاركتنا بنص مؤثر بعنوان "رسالة إلى القمر" تقول فيه: 

كيف حالك يا قمري الجميل؟

أعلم أنك تسمع شكواي يوميًا

وتُسكِّن شظايا جروحي بنسيمك العليل

أشكو إليك بقلبٍ أثقلته الجروح عاطفيًا

وروحٌ أهلكها التيه بين الأنين

آملةً منك أن تنتشلني من ذِكرى الحنين


ختامًا، عبّرت ست الحسن “ورد” عن امتنانها الكبير لـ جريدة غاسق ومبادرتها الهادفة لتسليط الضوء على المبدعين، قائلة:

أحبها حبًا جامًا، لأن صديقتي إسراء الزهدي لا تصنع شيئًا من اللاشيء، بل هي موهوبة حقًا وتستحق الثناء، وأنا ممتنة لأنها رفيقتي حقًا.”


تواصل جريدة غاسق دورها في تسليط الضوء على المواهب الصاعدة التي تثبت أن الإبداع لا يعرف عمرًا ولا حدودًا، فكل قلم يحمل صدقًا وشغفًا يستحق أن يُرى ويُسمع. ومن بين هذه الأقلام تبرز ست الحسن “ورد” كنموذج ملهم لكل من يسعى لتحقيق حلمه بخطوات ثابتة وإصرارٍ لا يلين.

إسراء الزهدي|جريدة غاسق

تعليقات

التنقل السريع