القائمة الرئيسية

الصفحات

هانم أبو زهرة

سارة عبد المنعم 


نقلة عجيبة من كتابة الشعر إلى الروايات انفردت بها

المبدعة (هانم أبو زهرة)

كتبت: سارة عبد المنعم 


•موهبة فريدة تميزت في كتابة الروايات، ووضعت بصمتها في مجال الشعر والإلقاء منذ الصغر، الكاتبة القديرة هانم عبد الرحيم، أو كما تُحب أن يُنادونها هانم أبو زهرة، فكانت رواية ( ما بين الحب والإيمان) حكاية سوزي هي بكر أعمالها، أول مولود خرج إلى النور ممَّ سطره قلمها، ما هي حكايتها؟، وما هي القضية التي تناقشها؟


     سوزي فتاة مسيحية أرادت لروحها التحرر من قيود دنيا مظلمة لا تتسم بالصدق في أقوالها وأفعالها، أرادت رفع النقاب عن مظاهر لا تليق بخالقها، بحثت في كل ورقة لديها لتصل للحقيقة، وتصدت لكثير من العوائق حتى تراءى لها الكون بمظهره الذي يليق به. 


تحدثت فيها عن كيفية عيشها في دنيا تعم بالظلام؟ 

كيف توصلت لحقيقة الكون وخالقها؟ وهل وجدت وثائق في مكتبتها تؤكد لها يقينها؟ 

ما العقبات التي واجهتها في طريقها الشائك؟ وكيف ردت على خصومها العابسين؟ 

هل كان هناك من يؤنس قلبها في تلك المعاناة؟ 

وكيف كانت نهايتها؟ هل سيضيء نور الإسلام شعلتها؟ أم ستنطفئ تلك الشعلة للأبد! 

.... ذلك ما ستعرفونه عند قراءتك لحكاية سوزي *ما بين الحب والإيمان*

 


•الشعر هو كل موزون مقفى، أما الرواية فهي حكاية يتم سردها، فكيف استطعت التنقل بينهما؟، وهل هناك خلطة سحرية عجيبة ساعدتك على ذلك أم أنها الموهبة بل الفطرة التي خلقك الله بها؟


   تأتي الفطرة والموهبة في المقام الأول، وعلينا أن ننميها بالبحث والتعلم والتدريب، فكانت لدراستي للغة العربية وآدابها بكلية دار العلوم عاملًا أساسياً في تكوين شخصيتي الأدبية، كنت أفضل كتابة الشعر القصصي، فوضعت قلمي على غرة الطريق لكتابة حكاية سوزي، واطلقت له العنان ففاجأنى وأبهر الجميع. 



•(لوحة اللقاء)، ذلك الديوان الشعري الذي يبدو بأنه ليس كذلك في نظرك، بل يتناهي إلى عقل السامع بأنه يُعبر عنك؛ بل حكاية نسمعها وتلقيها، فكم عمر هذا الديوان؟، وما هي قصته؟، وهل تم كتابته دفعة واحدة أم على مراحل؟


ديواني (لوحة اللقاء) كان ثمرة حياتي الماضية، يحمل خلاصة تجاربي الشخصية، يحمل بين ثناياه الابنة، الزوجة، الصديقة، الفرِحة، البائسة، الداعية؛ كل ما يخص المرأة وغيرها من أمور الدنيا تجدونه بين طيّاته، ولكن بنظرة انثى. 


  بالطبع لم اكتب ديواني دفعة واحدة، استغرقت في كتابة أوراقه أكثر من عشرسنوات، وطبعت ديواني مؤخرًا فلم يكن بعلمي كيف يحدث ذلك، وعند معرفتي بدار الولاء للنشر والتوزيع لم أتردد لحظة بذلك. 


•الكاتبة هانم أبو زهرة المنشدة وصاحبة الإلقاء المتميز الذي يفرض حضوره أينما ذهب، ويخطف الألباب، فحدثينا عن شعورك؟، وماذا يعني الشعر بالنسبة لكِ؟، وهل هناك رسالة تُريدين إيصالها؟، وما أقرب قصيدة إليكِ؟


   الشعر للشاعر كالماء والهواء، قلمه يرقص فرحًا عند ختام كل بيت بقصيدته، ويموت وقلمه فاقدًا لشغفه وإلهامه، مرت على بضع سنين فاقدة للشعر وإلهامه؛ كنت تتقطع أنفاسي بكل مرة أقطع أوراقي الخالية فيها. 

 

  رسالتي لكل شاعر… 

 استمر وانهض مهما تعثرت، ابحث واقرأ بكل قديم وجديد، لا تبخل على نفسك بجلسة شعر تتطلع فيها على تأملات شاعر غيرك، تقبل النقد بصدر رحب وجدد من قلمك مرارًا وتكرارًا، اكتب عن كل شيء لا توقف قلمك عند محبوبتك فقط. 


•هل لديك من خبر جديد لحوارنا هذا تسعدين به قراءك؟ 


  نعم، لدي روايتي الجديدة بعنوان « أنوبيس»، ستكون بين أيديكم في معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم بإذن الله. 


•حدثينا عنها لقد تشوقت كثيرًا لقراءتها، فقط اسمها زاد حماستي، فما محتواها إذًا؟ 


   في روايتي هذه تتلاقى قوة المظلوم مع دهاء الساحر، ونحن نعلم جيدًا كيف يتحول القلب المظلوم إلى عدوٍ بالغ الخطورة؟ وكيف يجمع حطام قلبه مشيدًا درعًا وسيفًا؟ آخذًا بثأره ممن جنوا عليه، وكيف حاله إذا كان من جنى عليه هو ربُّــه؟! ربُّــه الذي أساء تصرفه منذ البداية حتى تلحفت دنياه بالانتقام، وكان هو كبش الفداء لظلمه وعدوانه. 


«لا تعش بريئًا في الدنيا لتأكلك الذئاب، بل قويً الخطى تهابك الأنياب، واحذر بريئًا قلبه متهشمٌ، ذاق طعن دهرٍ من الأحباب.» 


     لعنة روح.. أي لعنة تلك التي سنتحدث عنها؟! 

 إنها لعنة من لعنات الفراعنة التي سطروها على ما تركوه لنا؛ ليعبروا منها إلى أزمان عديدة، يصيبون بسحرهم قلوبًا بعينها، قلوبًا تخيّرَ كهنتهم أوصافها وأسماء أصحابها؛ ليعودون بها إلى عهدهم القديم.. ولكن لماذا تعود إليهم؟ 

 لماذا يجبرون تلك الروح أن تعيش معهم؟ وما شروطهم في ذلك؟ وما الشر الذي ستواجهه هناك؟ هل ستتغلب عليه لتعود للزمن التي جاءت منه؟!


سنتحدث عن المصير المقدر لها أن تعيشه إذا عادت، هل ستعود بنقائها القديم؟ أم ستكتسب من لعنتها تلك درعًا منيعًا تلقن به من اعتدى عليها درسًا لن ينساه طوال حياته الباقية! هل تبقّى بقلبها بعض من الرحمة لتعفو عن بعضهم؟ أم ليس هناك بابًا للمغفرة لديها حتى لربِّــها!


كما أن لكل شيء نهاية، كان لا بد لحوارنا أن يصل إلى ختامه، وكم كان مثمرًا مع شخصية متألقة، كان لها بصمتها التي لا تُنسى في الكتابة بمختلف الإنجازات، ونتمنى ألا يتوقف هذا الإبداع، ونرى اسمها يتدفق في الآفاق، صاحبة القلم المتميز الكاتبة والشاعرة الرائعة هانم أبو زهرة.


سارة عبد المنعم|جريدة غاسق. 

أنت الان في اول موضوع
author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع