حِـوار صحفي مع الكاتبة الجزائرية: مايا دموم
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
-مايا دموم من الجزائر، ولاية أم البواقي، متحصلة على العديد من الشهادات: إعلام آلي، مساعد تقني أرشيف ومكتبات، امين مخزن، توثيق اداري.
هاوية مسرحية وشاركت في العديد المسرحيات على مستوى بلديتي ، أجيد أيضا التعليق الصوتي، الدبلجة، منخرطة في نوادي گ نادي الابداع ،زوم لثقافة والفنون ،متطوعة في المكتبة البلدية ،أحب قراءة الكتب الدينية والمسرحية، والروايات شاركت في العديد من الكتب الالكترونية.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما الذي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
-اكتشفت موهبتي فالكتابة منذ الصغر كنت احب المطالعة وفي بعض احيان اكتب خواطر او قصص خيالية كانت كتابتي بيني وبين نفس كنت أخاف ان انشرها
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
-لا يوجد اسلوب معين لان الكاتب لابد ان يتقن جميع الاساليب
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
-عندما اطلب المساعدة من بعض الاشخاص ذوي الخبرة بالنسبة لي كان هناك تجاهل
الخوف من ردات فعل القراء على كتباتي
تخلصت من كل هذا بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل استاذة سلمى زميلتي هيا ايضا كاتبة رواية نون القوة ،والانخراط في مجموعات كتاب
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
-كانت الداعمة الاولى لي هيا صديقتي واختي نكاع زينب وصديقتي الكاتبة سلمى ڨرفة والاستاذ جمال
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
-التدقيق اللغوي ارسله الى الاستاذ جمال ،والاستاذة سلمى
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
-رياء حنان الأب!
الأب هو السند و هو الشعور بالأمان.
الأب كلمة حروفها قليلة
و لكنْ لكل حرف مليون تعبير و إحساس. سندٌ و عقل مفكر و ناصح ذو تجربة... أبي يختلف عن الجميع، ليس لأن كُل فتاة بأبيها معجبة، و لكن أبي يشبه الجنة تماماً. أبي لا شبيه له و هو ليس كسائر الآباء، فقد رأيت منه رحمة و حبًّا و أماناً و مسؤولية و حناناً لم أرهم في غيره من الآباء. أعطانا في وقت حاجته، و أسعدنا في ساعات حزنه، و جعل قرة عينه في إرضائنا، و و الله لو قدر على بذل أكثر مما بذل لما بخل علينا.
ظل السعادة في ظلال حنانه،
هو الرجل الوحيد في العالم الذي يأخذ من نفسه و يعطيك -ربما لم يُعطِكَ كل ما تتمناه لكن تأكد أنه أعطاك كل ما يملك-.
هذا كله ما كنت أسمعه من صديقتي، فأقول في نفسي:
يا الله كم هو جميل هذا الشعور!
أول مرة أحسست أنِّي قوية عندما لم تنهمر دموعي، و بعد حينٍ استطعت أن أحتبس تلك الدموع في عيني. تذكرت شريط طفولتي في ثوانٍ أتحدث مع نفسي هل أصبحت أنا بهذه القوة؟!
إذ بصوت بريء يحدثني؛
أنا لست قوية إذْ لم تسع عيناي دموعي، و لا رئتاي لتنهيداتي،
و لا غرفتي لكل تلك الخيبات
و أنا أظل أبكي بالخفاء...
لا حيلة لي سوى دموع أذرفها،
أبكي بصمت أندب حظي التعيس.
لا أعلم عن ماذا سأحكي، ربما عن ضعفي! ربما عن وحدتي! أو ربما أحكي عن خوفي. أخاف كثيراً أن يُلاحظ الحزن في عينيّ حتى أنني أُجبِر نفسي على الشعور باللامبالاة. أخاف من أن ينكشف ضعفي، أن أضعف و لا أستطيع التفكير بأحلامي. أشعر بأن التفكير يؤلمني و لكنني اعتدته. اعتدت على الحزن حتى أنه لا يفارق عينيّ. بالرغم من تبسمي دائماً، إلا أنني ما زلت لا أستطيع إخفاء حزني الطاغي على عينيّ. الكتمان يؤلم قلبي، موجعٌ أن أبكي بصمت حتى لا يُسمَع صوت بكائي، أنْ أقول بأنني كبيرة لأتوقف عن البكاء. أود لو أستطيع النوم من دون التفكير، أود لو أستطيع الاستمرار بالنوم لساعات طويلة، لكنني لا أستطيع. أنا ضعيفة حتى أن أبسط الكلمات تؤلمني. ليس لشيء، بل ربما لأنني أحمل من الحزن ما لا يعلمه أحد. لذلك؛ توقفوا عن العتاب و اللوم، لا تلُمْني بشيء لم تشعر به و لا تعلمه. أُفضِّل الصمت و الكتمان على أن أعتاد الحديث عمّا يؤلمني.
عندما كنت صغيرة كنت دائماً أبكي بصوت عالٍ كي أوصل لأبي كم أنا حزينة جداً، قلتُ: (ربما حين يسمع بكاء ابنته الصاخب يتزعزع قلبه و يضمني إلى صدره برفق و حنان، و يفعل تلك الأشياء التي أحبها)... لكن لم أتوقع ذاك الرد الموحِش، فعندما يسمعني أبكي تأتيني صفعة على وجهي، بقلب بارد لا رحمة فيه و لا شفقة تجاه طفلة صغيرة... منذ ذلك الوقت و أنا أبكي بصمت... أنتظر بفارغ الصبر حلول الليل لأضع خدي على وسادتي و أبكي عليها بصمت لمدة ساعات، و أحياناً يمرُّ الليل بأكمله و أنا على تلك الحال، حتى تجف دموع عيني، و تنتفخ و تحمر من ذاك البكاء الصامت، لا؛ بل أقصد ذاك البكاء الحاد الذي لا يسمعه غيري (أنا)، فتنسد نوافذ أنفي من كثرة البكاء... ليس البكاء هو الذي يسد مجاريها؛ بل إنها تلك الأحزان المتراكمة عليّ و التي تقتل قلبي... تمزق عروقي... تحرق أعصابي... و مع ذلك لا أحد يشعر و يحس بتلك الحالة الهستيرية التي أصبحتْ تؤنس وحدتي و ترافقني طوال خلوتي في الليل... حتى أحياناً يغلبني النعاس و تغفو عيني التي قد جفت من الدموع. الليل ليس طويلاً بما يكفي، فهو بضع ساعات فقط، لأستيقظ في الصباح و كأنّ شيئاً لم يحدث قَطّ... أبدأُ يومي كباقي الأيام التي مرت عليَّ، و (أنا) بذلك الاشتياق لـ (خلوتي) مع وسادتي و الليل، لأرجع إلى ما كنت عليه؛ (أبكي بصمت)... و تبسمت لها بدموع مسجونة في عيني أتدري كنت أقول في نفسي: (هل تتحدث عن أبيها أم أبي حفظهما الله و رعاهما؟ و إذا بصوت خافت عند مسامعي يقول: (أعلم ما تُخفين؛ إنه يسمى نرجسياً و ليس أباً)...
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
-افضل الكتب الورقية لأنها تساعد على شهرتك افضل ويكون كتابك ذو بصمة افضل من الالكتروني
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
-عبد الحليم بدران لـكتاب: المُتمرد
-عمر ال عوضه لـكتاب: مدينة الاقوياء
-نسيبة محمود لـكتاب: رحلة تنموية
-فريد الأنصاري لـكتاب: سيماء المرأة في الاسلام
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "غَـاسِق" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
-جريدة رائعة ومميزة اتمنى لها المزيد من النجاح والتالق
كان حوار جد شيق ورائع.
تعليقات
إرسال تعليق