حكاية وطن
مروة القباني
حكاية وطن ( من العالم الثالث إلى الأول )
- قصة سنغافورة
حيث يحلُّ الإبداع والفكر المُتجدِّد والعمل الدؤوب، لا يمكن للجهل أو التخلُّف أن يكون أو أن يستوطن بلدًا من البلدان.
لكن لو أردنا لأُمَّةٍ أن تنجرف نحو الظلام رضينا بالجلوس وانتشار الفقر والجوع والجهل، فهم أكبر عدو لأيِّ مجتمع أو أُمَّة.
حديثنا اليوم عن دولة من دول العالم انتقلت من العالم الثالث إلى العالم الأول والذي يحكُم الكرة الأرضية بالقوة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونحن اليوم نجلب ذكرى وحكاية وطن بغضِّ النظر عن جنسيتها أو مكانها فوق الأرض، لنستجلب الحماس والشغف لمواصلة الطريق.
وليعرف الجيل بأنَّ تعدد الأعراق والجنسيات وحتى الديانات ليست بالسبب في تخلُّفِ الدُّول أو تراجعها.
في قصة سنغافورة تحدث رئيس سنغافورة لي كوان يو بعد استقلالها في عام ١٩٦٥ والتي قام بنقشها في مذكراته وهو يتحدث عن تطور الدولة لتصبح إحدى الدول المتقدمة.
ولمن لا يعرف دولة سنغافورة؛ هي جمهورية تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور وعن جزر ريا و الاندونيسة مضيق سنغافورة.
يصل تعدادهم إلى خمسة ملايين، هو خليط من الصينيين والمالاويين والهنود وآسيويين من ثقافات مختلفة والقوقازيين.
يعود تاريخ سنغافورة إلى الشعب الأستروني الذي وصل من جزيرة تايوان، ليستقر بين عامي 1500 و1000 قبل الميلاد.
تأثرت سنغافورة بثقافة الأسر الصينية بسبب احتلالها من قبل الصين في العصور الوسطى، ثم دخلت إليها الثقافة الغربية بسبب احتلالها من قبل بريطانيا 1819 ميلادي وكانت تحت حكم سلطانات متعددة.
وقد كانت في تخبُّط حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية وقد خضعت للاحتلال الياباني وقد كانت من الدول الفاشلة بسبب اختلاف الحُكَّام والقوانين التي تغيَّرت مع تغيُّر البلدان المُحتلَّة.
حتى تمتَّعت بالحكم الذاتي أخيرًا بعد انضمامها إلى اتحاد ماليزيا، بعد فشل اتحاد سنغافورة بماليزيا، وتصويت البرلمان الماليزي على إخراج سنغافورة من الاتحاد، وصلت جمهورية سنغافورة جمهورية إلى الاستقلال في 9 أغسطس عام 1965.
وقد قام الرئيس لي كوان يو بوضع فريق يعمل على تحسين تطور البلاد والتفكير بشكل خلَّاق وإبداعي ومنهم راجاراتنام، الذي ولد عام 1915 لعائلة سريلانكية في مالايا.
وقد كان يعمل في الصحافة الإنجليزية والتي تبنى الكاتب جورج أويل من خلالها موهبته وإبداعه في الحديث عن بلاده في جميع مراحل احتلاله، عيِّن إس. راجارتنام أول وزير خارجية لسنغافورة بعد الاستقلال.
ما هي الديانات الرئيسية في سنغافورة ؟!
هي البوذية، والمسيحية، والإسلام، والطاوية، والهندوسية. احترام الأديان والمعتقدات الشخصية المختلفة هو أمر تؤكد عليه الحكومة بشدة.
لكن إلى الآن لم تعرف ما هو السبب في تطور العلم و التعليم داخل هذه الجمهورية والتي تعود إلى اعتمادهم على وضع المنهاج عن طريق عدم تأثره بالثقافة الأوروبية أو الغربية واختلافه عنها بتوجيهه لحل المشكلات و التفكير بطرق إبداعية، بالبحث عن الإبداع والفكر في الجيل الجديد، مع وضع قوانين صارمة في أحقِّية الجيل الصاعد في التعليم لمراحل مُتقدِّمة مع وضع عقوبات لمن لا يقوم بإرسال أبنائه.
بالإضافة إلى توفر المعرفة العلمية والعملية التي يقوموا بوضعها للطلاب لتوجيههم لمواجهة تحدِّيات العالم الحقيقي.
و يقوم جميع أصحاب المصلحة في مجال التعليم بتقييم وتحسين النظام المدرسي باستمرار لتحسين الأداء.
أمَّا عن الأسباب الرئيسية لاستقلال سنغافورة بالشكل الاقتصادي والاجتماعي، فهذا بسبب وضع خطط استراتيجية ودعم الشعب بالخطط التي تقوم على تطور البلاد بغضِّ النظر عن اختلاف الجنسيات أو الأعراق، بل على المساواة بين أفرادها والتفكير بشكل إبداعي وخلَّاق مما جعلها تقفزُ من الدول النامية والفقيرة إلى العالمية على الرغم من انعدام الموارد والثروات داخلها.
تعليقات
إرسال تعليق