حِـوار صحفي مع الكاتبة الليبيـة: فِضَّة مَولُود الشَّحُومِي
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
_فِي بَدَايَةِ حَدِيثِنَا، أَوَدُّ مَعْرِفَةَ نَبْذَةٍ تَعْرِيفِيَّةٍ عَنْكِ.
_أَنَا فِضَّةُ مَوْلُود الشَّحُومِي، كَاتِبَةٌ وَمُدَقِّقَةٌ لُغَوِيَّةٌ وَشَاعِرَةٌ لِيبِيَّةٌ. مَوَالِيد 2002، أُحِبُّ القِرَاءَةَ وَالإِلْقَاءَ وَهُوايَتِي الشِّعْرُ.
_كَيْفَ اكْتَشَفْتِ مُوهِبَتَكِ السَّامِيَةَ؟ وَمَا الَّذِي فَعَلْتِيهِ لِتَنْمِيَةِ تِلْكَ الْمُوهِبَةِ؟
_مُنْذُ طُفُولَتِي أَحْبَبْتُ القِرَاءَةَ، كُلَّمَا قَرَأْتُ وَجَدْتُ نَفْسِي مُتَحَمِّسَةً لِتَخْلِيدِ مَا دَارَ بِجَوْفِي مِنْ أَفْكَارٍ. وَهَكَذَا كَانَتِ الْبِدَايَةُ، وَلَا زِلْتُ أَجْتَهِدُ فِي إِتْقَانِ الْكِتَابَةِ وَفُنُونِهَا.
_مَا هِيَ أَفْضَلُ الْأَسَالِيبِ الَّتِي تَتَّبِعِينَهَا فِي الْكِتَابَةِ؟
_لِكُلِّ كَاتِبٍ أَسَالِيبُهُ الْخَاصَّةُ، وَأَفْضَلُهُمْ مَنْ لَا يُقَيِّدُ نَفْسَهُ بِأُسْلُوبٍ مُعَيَّنٍ. أُتْرُكُ قَلَمِي حُرًّا يَتَجَوَّلُ بَيْنَ الْأَوْرَاقِ بِلَا قُيُودٍ، وَأَنَا كَذَلِكَ. كُلُّ نَصٍّ لِي بِأُسْلُوبٍ يَخْتَلِفُ عَنِ الَّذِي قَبْلَهُ.
_يُقَالُ إِنَّ الْمُنْتَصِرِينَ عَلَى الْعَثَرَاتِ، هُمْ الْأَقْوِيَاءُ. فَمَا الْعَثَرَاتُ الَّتِي وَاجَهَتْكِ وَكَيْفَ تَغَلَّبْتِ عَلَيْهَا؟
_الْكِتَابَةُ مُوهِبَةٌ رَافَقَتْنِي مُنْذُ الطُّفُولَةِ، لَمْ أَجِدِ الْمَشَقَّةَ فِيهَا. صَحِيحٌ أَنِّي تَرَكْتُهَا فَتْرَةً لِأَثَرٍ سَيِّءٍ طُبِعَ بِقَلْبِي مِنْ أَعْدَاءِ النَّجَاحِ، وَلَكِنَّنِي تَجَاوَزْتُ هَذَا الْحَمْدُ لِلَّهِ وَعُدْتُ أَفْضَلَ مِمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ.
_فِي حَيَاةِ كُلِّ مِنَّا شَخْصٌ قَادِرٌ عَلَى الْمُوَاسَاةِ فِي الْمِحَنِ. فَمَنْ الَّذِي سَانَدَكِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ سَقَطْتِ فِيهَا؟
_أَهْلِي، خُصُوصًا أُمِّي.
_كَيْفَ تَتَأَكِّدِينَ أَنَّ عَمَلَكِ دَقِيقٌ وَوَاقِعِيٌّ؟
_بَعْضُ نُصُوصِي أَحْتَفِظُ بِهَا لِأُعِيدَ تَعْدِيلَهَا بَعْدَ فَتْرَةٍ، وَالْبَعْضُ أَثِقُ بِدِقَّتِهِ مُنْذُ الْبِدَايَةِ.
_شَارِكِينَا أَكْثَرَ نَصٍّ أَدَبِيٍّ تُحِبِّينَهُ مِنْ تَأْلِيفِكِ.
__"لِمَتَى؟"
هَا هِيَ الْأَيَّامُ تَتَوَالَى، وَأَنْتَ لَا تَزَالُ أَنْتَ؛ مُهْمِلٌ، كَسُولٌ، تَرْضَى بِالدُّونِ. قُلْ لِي مَتَى تَنْطَلِقُ؟ أَعَجَبَكَ الْقَاعُ؟ بَعْدَ أَنْ ذُقْتَ لَذَّةَ النَّجَاحِ وَالتَّفَوُّقِ، مَتَى تَعُودُ لِلدَّرْبِ طَالِبًا الْأُفُقَ بِهِمَّةٍ وَمَجْهُودٍ؟ أَنْصِتْ إِلَيَّ، الْقَاعُ لَيْسَ مَوْطِنِي وَلَنْ يَكُونَ، فَلَا تَعْتَادْ. عَافِرْ وَجَاهِدْ، فَاللَّهُ بَشَّرَ أَمْثَالَنَا بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا"، فَاطْمَئِنْ.
_أَصْبَحَ النَّشْرُ الإِلِكْتْرُونِيُّ مُتَاحًا لِكُلِّ كَاتِبٍ الْآنَ. هَلْ تُفَضِّلِينَ نَشْرَ أَعْمَالِكِ الْأَدَبِيَّةِ وَرَقِيًّا أَمْ إِلِكْتْرُونِيًّا، وَلِمَاذَا؟
_وَرَقِيًّا وَإِلِكْتْرُونِيًّا لِتَعُمَّ الْفَائِدَةُ.
_ مَنْ كَاتِبُكِ الْمُفَضَّلُ؟
_الرَّازِيُّ وَالْغَزَالِيُّ وَالْمَنْفَلُوطِيُّ وَنَجِيبُ مَحْفُوظٌ وَالْمَازِنِيُّ وَالرَّافِعِيُّ وَعَلِي الطَّنْطَاوِيُّ وَإِبْرَاهِيم سُكَرَانٌ وَأَدْهَم الشَّرْقَاوِيُّ وَأَيْمَن الْعَتُومُ، وَأُحِبُّ مُؤَلَّفَاتِ الْمُتَنَبِّي كَثِيرًا.
_ مَا رَأْيُكِ بِجَرِيدَةِ "غَاسِق" الْأَدَبِيَّةِ؟ وَمَا رَأْيُكِ فِي الْحِوَارِ؟
_ جَمِيلَةٌ مَا شَاءَ اللَّهُ عَلَيْهَا
دُمْتُمْ لِخُطَى رِضَا الرَّحْمَنِ سَبَّاقِينَ
حَفِظَكُمُ اللَّهُ وَرَعَاكُمْ
تعليقات
إرسال تعليق