القائمة الرئيسية

الصفحات

 وحيدة

إسراء الزهدي 


كانت وحيدةً لدرجة جعلتها تهرب كل ليلة من الجميع؛ لتذهب إلى وسادتها باكيةً لا تجد من تتحدث إليه، ولا تجد من تفصح له عن حزنها، ليس لديها أحد، حتى صديقاتها لم يعودوا كذلك، أصبحوا غرباءً جدًا، بل إنها لم يكن لديها أصدقاء منذ البداية، كانت وحيدةً.


أشعر بثقلي على الجميع، ترتجف يداي وأنا أتحدث إلى صديقي المفضل وكأنه شخصٌ غريب، أرى كل شيء من حولي باهتًا، أخشى دائمًا أن أكون سببًا في تعاسة أحدهم، والآن أشعر بالوحدة في قلبي المُمزق، أشعر أنني وحيدة تمامًا، وما العجيب في الأمر!


فأنا حقًا وحيدة، لا صديقة لي ولا رفيقة، ولا أحد، تحرق الوحدة وجنتاي وتفتتني وتمزقني إلى أشلاء صغيرة، صغيرة جدًا، فأنا فتاة حمقاء بلهاء تصدق أكاذيب من حولها، تصدق كل من وعدها بالبقاء وتتشبث به، وفي النهاية يرحلون، وتعود من جديد لتشعر بالوحدة، تغمض عينيها وتبدأ في النحيب والبكاء حتى تجف دموعها وتغط في ثبات عميق، ثم تفيق لتبحث عن أحد تثق به من جديد ليخدعها فتُعيد الكرة مرة أخرى، ستظل حمقاء، وستقضي ما تبقى من عمرها كذلك، ما دامت تمنح الثقة لمن حولها.


إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع