القائمة الرئيسية

الصفحات

 خنجر الثقة

إسراء الزهدي 


دائمًا ما أشعر بثقلي على الآخرين، دائمًا ما أرى نفسي عبئًا عليهم، بعض الكلمات غير المقصودة، أو ربما ربطي للأحداث، أو ربما هي أفكاري، طعنات مهلكة تأتيني في آن واحد.

يُربكني شعوري بالوحدة، يُربكني شعوري بأن الجميع يود لو أرحل، يصيب شعوري أحيانًا ويُخطئ أحيانًا أخرى، هذا لا يُهم، يكفيني أنني شعرت بذلك، يكفيني أنني أصبحت أخشى الحديث، أصبحت أخشى أن أكون عبئًا ثقيلًا على من حولي.

أُعد عُدتي للرحيل، ألملم ما تبقى مني ومن أفكاري للابتعاد عن الجميع، لا أُعاتب، فقط تجدني أرحل في صمت دون قول أي شيء، تجدني ابتعد، تجد صمتي وهدوئي يضوي بدلًا عني، يقل حديثي، تقل ثرثرتي، يختفي عنك اهتمامي حتى أنك قد تظن أنني لم أعد اهتم، أو أن أمرك لم يعد يعني لي شيء.

أعتذر إليك وبشدة يا صديقي، أعتذر إليك عن كل هذا، لكنّ هذا قلبي، أخشى عليه الخذلان، أخشى أن يُطعن بخنجر الثقة مرة أخرى، أخشى عليه أن يهلك، أنت لا تشعر بما أشعر به، ولم تذق ما ذقته، فلا أظن أنني لم أعد أريدك، بل هي ندبة قديمة تعود بين الحين والآخر لتزعجني فتهلكني.


إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع