حِـوار صحفي مع الكاتبة التـونسية: آمال جواب
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
- أنا آمال جواب، أصيلة مدينة القيروان بتونس، من مواليد 1981، متحصلة على شهادة الأستاذية في علوم الحياة والأرض، مدربة برمجة دماغية وتنمية حياتية للأطفال، وممارسة للبرمجة اللغوية العصبية، كاتبة ولي كتاب بعنوان "نبراس دليلي في التربية" سينشر قريبًا.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة. - اكتشفت موهبتي بالكتابة لما شاركت مع الأستاذ يزن حمدان بمجلة سيميل الثقافية الذي أشكره بالمناسبة لأنه أتاح لي الفرصة لنشر أعمالي على الصعيد العربي ومن هنا كانت الانطلاقة خاصة وأننا بالمجلة نتعاون ونتبادل الخبرات وكان حرصي على القراءة والمطالعة بمثابة الحافز لقلمي الذي لازلت أكتشف قدراته على خط ما يمليه عقلي وقلبي من أفكار ومشاعر.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟. - أختار في كتاباتي أن ألامس المشاعر والأحاسيس رغم أنني أقدم نصائح توعوية ومعلومات عن التربية السليمة خاصة لكنني أقدمها بطريقة سلسة تصل إلى قلب القارئ قبل عقله.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبت عليها. - في الحقيقة أنا أشعر بالفخر لأنني الآن أعيش الواقع الذي تمنيته منذ الصغر ولم يكن سهلا بل تطلب ذلك الكثير من التضحيات والإصرار فقد كانت طفولتي بسيطة جدا وكان للقراءة والمطالعة النصيب الأهم والأكبر في أوقات الفراغ ما دفعني للغوص في عالم الكتب والروايات وما عشته من صعوبات وآلام زج بي في عالم التنمية البشرية وتطوير الذات وكان احتكاكي بالأطفال دافعا للبحث في عالم التربية السليمة والسعي لمساعدة الناس للمحافظة على السلامة النفسية للأطفال خاصة..
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟.
- كان أبي المحفز والداعم لي بكل مرحلة من مراحل حياتي كان الرفيق المواسي والصديق النصوح خاصة عند العثرات كما أخص بالذكر معلمي وأبي الروحي السيد علي الرحماني الذي دعمني منذ طفولتي ولازال يتابع حركاتي بكل رحابة صدر وأشكر الله على وجود زهرات قلبي أخواتي بحياتي.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي. - كل ما خطه قلمي مستمد من واقع عشته أو واكبته خاصة وأختار المواضيع الشائكة في الوقت الراهن كما أستعمل مفردات تثير عاطفة القارئ
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
- نحن كل ذلك نحن جيل الأربع عقود..نحن مزيجا من كل التناقضات..الأخلاق واللاأخلاق..الخجل والجرأة.. التقدم والرجعية.. القوة والهوان..الشجاعة والخوف.. نحن من وقفنا للمعلم ووفيناه التبجيل فقابلنا بالعطاء ونقاء الضمير......نحن من كنا نتمنى وجود شقيقا أخضر لقلمنا الأزرق الوحيد....كان الكتاب يتجول دون كلل فينقل بيننا عدوى حب العلم والمعرفة.....انهمكنا سنينا في الجد والمثابرة حتى اشتدت السواعد ...اتقدت حينها نيران الحماس فطالبنا بمدنا بالخارطة كي نشرع في تشييد الوطن.. فوجئنا بالرد...قيل أنه لا يجوز لنا المشاركة بالبناء....تعجبنا وقلنا ألا تفي السواعد بالغرض وقد زودت بأنوار الفكر ؟؟؟!!ألم ينص القانون على ذلك؟؟؟؟؟قيل بلا ولكن تناقض الميثاق أحبائي وأصبح ضروريا وجود عضلات بارزة أسفل الرقبة...نقصد أعلى الكتف.......ضحكنا وهمسنا كيف لعضلات الكتف أن تنمو ونحن من تقاسمنا الرغيف كي تخرس أصوات الجوع داخلنا بعد عناء طول الطريق والعواصف الهوجاء التي حاولت ردعنا مرارا لكنها لم تفلح.............كان القرار قاسيا على قلوبنا فتباينت ردات الفعل بيننا فكنت ترى منا الهارب ومنا من اختار أن يحارب فجدد المطالب ومنا من غير المسار بغية الوصول إلى المآرب....فتتعالى الأصوات:""" من الواجب أن تخجل أيها الهارب "“أتهجر موطنك وتنسى الأقارب ؟؟؟؟يرد بهمة المحارب:“"أنا فقط أطلب الأنس من القارب عله يرشدني أي الأوطان تؤمن بجدوى التجارب ؟؟؟؟. نعم يا صديقي نحن ذلك المزيج الرائع من كل ما تراه في الحياة.......نحن جيل الثمانينات.
آمال جواب
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
- الحقيقة النشر الالكتروني جعل أمر الكتابة هينا أكثر وبما أن القراءة الكترونيا متاحة للجميع فأنا أجد نفسي مجبرة على اتباع النشر الالكتروني كوسيلة للوصول لأكبر عدد من القراء لكني صراحة أستمتع كثيرا حين أمسك الكتاب وأتصفحه.أحبذ مجالسة الكتب الورقية
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل - كاتبي المفضل هو العالمي ويليام شكسبير
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "غَـاسِق" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟. في الختام أشكر جريدة غاسق على إتاحة الفرصة وبصراحة ليس غريبًا على الجريدة، التي تتفنن في استقبال مواهب الأدب، وكل الشكر لك مس خديجة على حرفيتك ورحابة صدرك، واسمحيلي أشكر السيدة بيان راشد والأستاذ يزن حمدان على دعمهما المتواصل.
تعليقات
إرسال تعليق