القائمة الرئيسية

الصفحات

 اسكريبت غصة في قلب أبنه

إسراء الزهدي 


انتي مفيش منك فايده ابدًا، مش بتعملي حاجه خالص وطول عمرك قعده كده ملكيش اي عازة، امك سيباكي دايره على حل شعرك كدا طول الوقت وفاشله، تعالى شوفي بنتك يا حجه اللي ملهاش لازمه في البيت دي مش عارفه جبتهلنا على اي بوشها ألبومه دا. 

ـــــــــــــــــــــ

سارة: 

سمعت الكلام دا من اخويا حاتم بعد ما قلتله يصبر شويه لان مفيش ميه ساقعه في الثلاجه تقريبا انا اتعودت اسمع الكلام دا منو كل يوم بس بس كل مرة بتوجع وكأنها اول مره جريت على اوضتي وقفلت الباب وفضلت اعيط جامد اوي 

مسكت صورة بابا وقعدت اتكلم... 


مش عارفه اقول يا ريتك يا بابا كنت هنا ولا اقول ربنا يرحمك ريحتنا من عذابك يمكن لو كنت هنا كنتر هضطر اتحمل قسوتك انت بس رغم ان قسوة العالم كلها فيك وكنت معيشني في رعب وخوف طول الوقت الا انك كنت اماني ومكنتش بتسمح لحد انو يقولي اى كلمة تزعلنى يمكن كنت بتخليني انام معيطه كل يوم بس متسمحش لحد يعملها مش عارفه ازاي كنت متناقض بالشكل دا وازاي كنت بتوجعني بنفسك بس متمسحش لحد يعمل كدا لكن لكن انا عارفه انك كنت بتحبني تيته قالت لي أن جدو كان قاسي كد ورباكم على كدا وانت واخد طبعو وفاكرين ان دي التربيه الصح انك تقسى على ولادك لكن متسمحش لحد يعمل كدا ان مسامحاك يا بابا و ياريتك ترجع على الاقل مش الكل هيجرح فيا ويوجعني بالشكل دا بدأت شهقتي تعلى وفضلت لحد ما رحت في النوم 

ــــــــــــــــــــــــــــ

بعد نص ساعه 

انتي يا ست هانم يالي نايمه اصحى نامت عليكي حيطه قومي ساعديني في شغل البيت موركيش غير النوم نوم نوم هو دا بس اللي انتي فالحه فيه ما هو عندو حق اخوكي حاتم لما قال ان مفيش منك فايده ولا مصلحه


سارة: بصوت مبحوح ح ا ض ر ي ا م ا م ا ج ا ي ا ا ه و


سارة: قمت ساعدتها وخلتها تقعد هي وانا خلصت كل الشغل


ودخلت اوضتي عشان اذاكر ما انا نسيت اقولكم اني بدرس كلية تجارة انجليزي والحمد لله انا دلوقتي في الفرقة الثالثة ومرتبه ع الدفعه السنتين اللي فاتو


حاتم: انتي يا ابله ياللي موركيش غير السهر والمرقعه ع الكتب 


سارة: نعم يا حاتم في أي


حاتم: اعملي حسابك ان في عريس جاي النهارده وهتطلعي تقبليه برضاكي او غصب عنك 


سارة: بس يا حاتم دراستي


حاتم: دراسة اي ياام دراسه لا يا حببتي مفيش الكلام دا هتتجوزي وابقى كملي عندو لو حابه انا معيش فلوس اصرف عليكي انتي وامك تتجوزي يا حببتي انتي اللي زيك فاتحين بيوت ولا اكمنك فاشله ومش فالحه في حاجه خالص كدا 


سارة: بس انا مرتبه ع الدفعه وتعبي مجهودي هيضيعة


حاتم: بلا تعب بلا مجهود بلا بتاع يكونش فاكره نفسك هتبقى حاجه ولا اي انا قلت هتتجوزي واديت للراجل كلمة يلا ادخلي جهزي نفسك 

ــــــــــــــــــــ

سارة في اوضتها


صليت ركعتين لله وقعدت ادعي يارب يارب انت العالم بحالي مليش غيرك يارب يارب اهديهم عليا وحببهم فيا يارب ظاهرًا وباطنًا يارب انقذني من الهم والتعب دا يا رب يارب ارزقني بالزوج الصالح يارب ومتممش الجوازه دي يارب انا الموت اهون على قلبي من اني اتجوز شخص بيعصيك يارب ويجبرني ع المعصية يارب اهدي حاتم اخويا واصلح حاله يارب ورجعو عن الطريق اللي هو فيه دا ورجعلي اخويا اللي كان حنين عليا وبيحبني يارب وامي اهديها وحببها فيا وبارك لنا في عمرها يارب انا أملي وثقتي كلها فيك يارب انا نفسيتي تعبت ومش قادرة اتحمل اكتر من كده حقيقي قلبي وجعني قوي وانت العالم يارب 



خلصت صلاة وخرجت عشان احضر الدرس بتاع الشيخة فاطمة الزهراء طالبة ازهرية في كلية الشريعة الاسلامية لكن ما شاء الله ربنا اعطها من العلم الكثير وهي مبخلتش بالعلم دا على حد وبتدي كل يوم ساعة في المسجد درس بروح احضر لها وعملت حسابي ان باقي ساعتين والعريس الشؤم يجي عشان حاتم ميهنيش زي كل من لازم اقبلو


وصلت المسجد وحضرت الدرس كانت بتتكلم انهارده عن بر الوالدين

وقد أي لازم نبرهم ونطيعهم ومنخالفهمش في اي شيء الا اذا كان فيه معصية ربنا وان لازم نخفض صوتنا واحنا بنكلمهم ونحترمهم ونقدرهم 

وقالت حاجات كتير

عن الوالدين والأهل وصلة الرحم 


طب ما انا بعمل كل دا لكن ل ك ن ليه هما بيعملوني وحش ليه بيهينوني ويجرحوني ليه بيعملو معايا كدا ليه ديما بيوجعو فيا بالكلام والغصب


خلصت الحصة وجبت خارجه


سارة: ها بتندهي

فاطمه: ايوه يا سارة تعالى عايزة اتكلم معاكِ شوية

سارة: دا شرف ليا جدا يا استاذة فاطمه 

فاطمه: فاطمه بس من غير استاذه وتعالى بقى قوليلي ليه عيونك باين عليها البكا والحزن احكيلي واعتبريني صديقتك وانا هحاول اساعدك

سارة: وكأني كنت مستنيه حد يسالني السؤال دا عشان شيل الحمل اللي عليا شوية ولاني واثقه في فاطمة وانها مش بتاذي حد حكتلها


بصي يا فاطمة اول شيء 

احنا دقه قديمة قوي مش بنتطور مع العصر بل بنفضل بنفس العادات والتقاليد والطبع اهلي مفيش احن ولا اطيب منهم حب الدنيا وطيبتها فيهم لكن مش بيعرفو يظهروا دا دايما معاملتهم جافة وقاسية طول الوقت خناق وزعيق وكلامهم بيوجع ويجرح ابويا الله يرحمه كان قاسي اوي وكان فاكر ان دى تربيه بيربيني اني اكون شديدة وقوية كان يعاقبني على اقل غلط عشان اتعلم منو بدل ما يعلمني خلا نفسيتي صفر قستو كانت بتغلب حنيتو خلاني بقيت في حزن ديما وعياط بس الحقيقة ان مكنش حد يستجراء يقولي نص كلمة يهني بيها قسوة ابويا كانت عقاب ولما مات اخويا اتعوج ومال عن طريقو وبالرغم من انه الوحيد اللي كان حنين بقي اقسى شخص فيهم طول الوقت تجريح وممكن ضرب و و و حاجات كتير

اما امي بقى فدي من يومها والحدة في طبعها بحسها ديما نفسها تبقى حنين بس مش بتعرف ديما تشخط فيا وتتكلم بحده وتيجي عليا عشان اخويا وانا تعبت ومش قادره استحمل فكرت كتير انتحر بس ثقتي في ربنا اقوى من كدا


فاطمه: اهدي يا حبيبتي وانا هحاول اتصرف 

سارة: شكرا جدا ليكي 

ـــــــــــــــــــ

في بيت سارة

فاطمه: اصريت اجي معاها واقعد اتكلم مع ماماتها واخوها 


سارة: 

انا دخلت اوضتي عشان اجهز نفسي وسمعا فاطمه بتتكلم معاهم برى

ـــــــــــــــــــ

فاطمه: 

استاذ حاتم انت بتحب اختك ولا لا بامانه

حاتم: اكيد بحبها ونفسي اشوفها احسن واحد في الدنيا 

فاطمة: امال ليه بتقسى عليها

حاتم: عشان تتعلم وتطبل تغلط من خوفي عليها بقسى

فاطمه: طب اسمعني عمر القصوى مكانت حل القسوة بتولد كره وخوف وبس اختك نفسيتها تعبت معاملتك ليها وقسوتك مش يعلموها دول بيحبطوها جرب تقرب منها وتحن عليها وتحسيها انك فعلا بتحبها الحب بيبان في الحنيه مش في القسوة متقارنش بنها وبين حد متقللش منها خليك ديما فخور بيها حتى لو مش بتعمل حاجه تستحق دا خليك. ديما رافع راسك باختك متقللش منها قدام نفسها ولا قدام حد متخليهاش تفقد ثقتها في نفسها انت اللي هتندم مش هي لما تخسرها انت اللي هتتعب لازم تكون لين وحنين عليها عشان متهربش منكم لما هي وسط اهلها ونفسيتها مدمرة هتروح فين هتخرج تدور ع الحنيه دي برى فين اختك امانه ربنا هيحاسبك عليها لانها مسؤليتك تفكيرهم غلط القسوة مش بتربي القصوى بتهدم وتبوظ كل شيء 


وانتي يا امي طبطبي عليها واحضنيها واسمعيلها هي محتجالك ديما ادعميها وشجعيها لما تغلط علميها


علموها يا جماعه متهنوهاش كرموها بينكم وعملوها بلطف الغلط بيتصلح و احنا اتخلقنا عشان نغلط ونتعلم الرجوله يا استاذ حاتم مش بالصوت العالي والإهانة انت كدا بتخلقلها عقد نفسيا وممكن في لحظة تكون سبب في انها تنتحر وتفقدوها للابد

بلاش ترفضولها كل حاجه هي بطلبها وبلاش شخط علموها أو ادولها أسباب بررولها رأيكم وهي هتقتنع 

لازم تتغير وتغير اسلوب حياتكم انت يا استاذ حاتم لما تتجوز مفيش ست هتتحمل طبعك دا وقسوتك واهنتك ليها بدون سبب اولادك لو عملتهم كدا هيكرهوك اختك دي انت لازم تكون ظهرها وسندها مش الايد اللي بتوجعها وتبقى انت سبب المها وحزنها وانتي يا امي دي بنتك الوحيده هتبقى مبسوطه وانتي شايفه حياتها بتدمر قدام عينك هتبقى مبسوطه وانتى شيفاها بتتقطع وبتموت من الحزن هتبقى مبسوطه لما تنتحر وتغضب ربنا وتموت كافرة عشان معرفتيش تاخديها حتى مرة واحدة في حضنك وتبطبي عليها 

انا عارفه انكم بتحبوها وبتخافو عليها لكن بالطريقه الغلط راجعو نفسكم واتغيرو بسرعه قبل ما الفرصه تفوت والبنت تضيع من اديكم

وانا اسفه لو كنت ادخلت في حياتكم بس دي بنت زي وانا حاسه احاسيسها ووجعها كمان متعودتش اسكت ع الظلم وانتو ظلمتوها كتير وانا كان واجب اساعدها ووجوهكم للصح ابقى عملت اللي عليا دي نصيحتي وانتم حرين عن اذنكم


أم سارة: 

استني يا بنتي شكرا جدا ليكي احنا مكناش واخدين بالنا من كل دا بل اني لما كنت بشوفها زعلانه او بتعيط يزود عليها لانها مش نقصها حاجه عشان تزعل ولا تعيط انا فعلا كنت بخسر بنتي وانا مش حاسه


فاطمه: يا امي مش لازم يكون نقصها أكل او لبس او اي حاجه من دول ممكن يكون نقصها حنان سعادة فرحه ممكن يكون نقصها روحها اللي تاهت بين دموعها 


ممكن يكون نقصها قلبها اللي الحزن قساه وقهرو الحقي بنتك يا امي قبل ما تضيع


حاتم: انا مش عارف كنت بعملها كدا ازاي مش عارف ازاي كنت قاسي كدا


فاطمه: الاهم من الندم هو تصليح اللي عملتو فيها ومتنساش ان سيدنا النبي قال استوصو بالنساء خيرًا ودي اختك يعني من حقها عليك انك تستوصي بيها خير وترحمها وترأف بيها 


عن اذنكم عشان انا اتأخرت خلو بالكم من سارة هي ملهاش غيركم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سارة 

انا انا مكنتش بعمل حاجه غير اني قاعده بسمعها وبعيط وبس بعيط على كل احساس حسيته وكل وجع كانو هما سببو لحد ما لقيت الباب بيخبط


اتفضل


حاتم وماما: بتعملي اي ياسارة 


سارة: بخوف ا ن ا بلبس عشان العريس


حاتم: لا مفيش عريس خلاص وراكي كلية هتكمليها وتحققي حلمك يا حببتي


سارة: فجاة لقيت ماما شدتني لحضنها وحقيقي اول مره ارتاح كدا اول دي اول مره اصلا تخدني في حضنها حسيت اني مرتاحه فاستسلم لدموعي كلها تنزل 


ومن اليوم ده وانا بحمد ربنا انه استجاب لدعائي بالسرعه دي وبقو كويسين جدا وبيعملوني حلو وفاطمه بقت صديقة مقربه ليا وحقيقي انا لولاها ولولا استجابتهم لكلمها كان ممكن انتحر لكن بحمد ربنا انه استجاب لدعائي وعوضنى خير عن كل تعب وحزن مريت بيه في حياتي. 


"رفقًا بأولادكم، فأن قلوبهم لا تتحمل كل هذا الأسى، رفقًا بهم، و بأحوالهم"


"لا تكن سببًا في غصة تخترق فؤاد ولدكَ، ولتكن سببًا في شفاء تلك الغصة، ودواء لتلك الندبة بقلبه وذاك الجرح بداخله، ولتجعل الأيام تمر عليها مرور الكرام هادئة، لا مليئة بالعواصف، فلا تجعلها مرة كالعلقم، فإن ذاك ولدك وحزنه حتمًا سيحزنك" 



تمت

 إسراء الزهدي|روح الفؤاد|جاردينيا 


author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع