القائمة الرئيسية

الصفحات

 ما زلتُ أَحلم
الكاتبة|إيمان ميدود
المُدققة|نوال نايف الكردي

رغمَ كلِّ ما مررْتُ به من خَيباتٍ وأيامٍ ثقيلة، ما زال في داخلي نورٌ صغيرٌ أتمسَّك به، نورٌ يذكِّرني بأنّ الحياةَ رغم قسوتها، لم تُخلَق لأُمضيها على الهامشِ، بل لأعيشَها بصدقٍ، لأمنحَ نفسيَ الحقَّ في الفرحِ كما أستحقُّ.


أحلمُ بحياةٍ أبسطَ مما يظنُّ الناسُ، حياةً أكونُ فيها أنا، بلا خوفٍ ولا خذلان.

 أحلمُ بلحظاتٍ حقيقيَّةٍ كُتبَت لأجلي، بأبوابٍ تُفتَح أمامي؛ إذ سَعيتُ إليها بصدقٍ، بأمان لا يرحل مع أوَّلِ ريح.

ربَّما يستهينُ البعض بأحلامي، لكنَّهم لا يعرفون بأنَّها الهواء الذي يُبقيني حَيَّة.


كم مرَّة شعرتُ فيها بأنَّني قد وصلت إلى آخرِ الطَّريق، ثمَّ اكتشفتُ بأنَّ كلَّ نهايةٍ ما هيَ إلا بداية جديدة، بداية تعلِّمني أنَّ الأملَ ليسَ مجرَّد إحساسٍ، بل قوةً نختار أنْ نتمسَّك بها كلَّ يوم.

أنا لا أبحث عن حياةٍ مثاليَّة، بل عن حياةٍ تُشبهُني، ترى ضعفي كما ترى قوتي، وتحتويني كمَا أنا.


أحيانًا أبدو صامتةً، لكنَّ داخلي يَموجُ بالكلماتِ. وأحيانًا أَبدو قويَّةً، بينما في أعماقي طفلةٌ صغيرةٌ تطلبُ من الغد حضنًا صادقًا.

هذا التناقضُ لا يُعيبُني، بل يُذكِّرني بأنَّني إنسانةٌ كاملةٌ بجُرحي وفَرَحي.


ما زلتُ أؤمنُ أنَّني سأصلُ إلى ما أريدُ، حتى لو طالَ الطَّريقُ وتعثَّرتْ خطواتي.

فالأحلامُ لا تموتُ ما دُمنا نحمِلها في قلوبنا، والأملُ لا يخونُ صاحبَه ما دام يؤمنُ بأنَّ الغدَ يحمل معه فرصةً جديدة.


أكتب هذه الكلماتِ لا لأتزيَّن بها، لا لأبكيَ على ما ضاعَ، بل لأذكِّر نفسي: ما دمتُ أتنفَّسُ، فهناك دائمًا أملٌ، حلمٌ يستحقُّ أن أتمسَّك به.

إيمان ميدود|جريدة غاسق

تعليقات

التنقل السريع