رحلة
الكاتبه|إستبرق محمد
نبدأ صغارًا نحبّ الحياة، ونحن نلعب ونلهو، ونُضيّع أوقاتنا بين اللعب في المنزل والشارع. نبدأ محبّين للحياة، وكلّنا أملٌ بها، نبدأ بشغف الحياة، وحبّ المعرفة، وحبّ التطلّع إلى كلّ شيء. وما إن نلبث على التخطيط لطفولةٍ جميلة، حتى نجد الطفولة قد فَنِيَت وضاع زمانها.
نجد الحياة قد أخذت منعطفًا آخر لم نكن نتوقّعه، ونجد على عاتقنا مسؤوليّاتٍ ثَقُلَت بقدر ما كسرت ظهورنا، نجد خياناتٍ من أشخاصٍ شهدوا أمسِ طفولتنا مزدهرة، فجعلوا اليوم حياتنا سوداء كبقايا رماد حريق.
نجد عواصف الحياة تهوي بنا إلى حيث نفنى، وتلومنا على ضعف القدرة على البقاء. فهل هذه حياة؟ أم أنّه قبرٌ دُفِنّا فيه فلم نرجع، ولم نخرج يومًا؟
نظنّ الحياة هكذا أسوأ الحالات، وأنّ الشيب أفضل المراحل عيشًا، حتى يأتي بأمراضه: البصر عُدِم، والسمع ضعُف، والظهر انحنى، وأصبحت العصا مساعدتنا على المشي، والدواء يا بُنيّ، وإلى القبر يكون المثوى الأخير.
رأيتَ كيف أنّ الحياة مجرّد رحلة، مجرّد كلمة هي محور الحياة.
تعليقات
إرسال تعليق