رحلة الكينتسوجي|Kintsugi Journey
الكاتبه|دعاء الكحل
المصممه|مريم طارق بدوي
كنتُ أظن أنني انتهيت، كل ما حولي كان ينهار، كأنّ الأرض التي أسير عليها لم تعد تحتمل خطواتي؛ أحلامي تساقطت كأوراقٍ يابسة، وعالمي صار رمادًا باردًا بلا لون.
نعم... كنت أعيش ولكن بلا معنى؛ كإناء سقط وتبعثرت أجزاءه على أرضٍ قاسية، لا أمل في جمعه من جديد، ومع ذلك، في لحظة يأسٍ خانقة، رأيت خيطًا رفيعًا يمتد نحوي، لم يكن نورًا عظيمًا ولا صوتًا يهتف باسمي، بل مجرد لمحة صغيرة من الحياة تقول: "ما زلتِ قادرة على النهوض."، تمسّكت به بكل ما تبقى لي من قوة، وشيئًا فشيئًا أدركت أن الهشاشة ليست نهاية، بل بداية لفنّ مختلف.
هناك، عرفت سرّ "كنسوڨي"؛ ذلك الفن الياباني الذي يُصلح الكسور بالذهب، لم يعد الانكسار عيبًا، بل صار جمالًا آخر، كل شقّ في داخلي صار لوحة تحكي قصة مقاومة، وكل ندبة أضاءت كأنها أثر من نور.
تعلمت أن الأمل ليس دائمًا شعلة عظيمة، أحيانًا هو خيط صغير يربطك بالحياة حتى لا تسقط كليًا.
لست بحاجة لحياة كاملة بلا كسر،
بل لحياة أستطيع أن أملأ شقوقها بالذهب، وأحوّلها إلى فنّ خالد.
رحلتي مع الفن الياباني لم تكن مجرد إصلاح لما انكسر، بل اكتشاف... أنني أجمل بندوبي، وأنني لم أخسر نفسي يومًا، بل كنت أعيد تشكيلها، واليوم، أمشي بخطواتٍ واثقة، أحمل ندباتي كأساور من ذهب، واَبتسم؛ لأنني أخيرًا فهمت أن الكسر قد يصنع بدايةً لا يعرفها إلا من جرّب السقوط والنهوض.
تعليقات
إرسال تعليق