حِـوار صحفي مع الكاتبة الليبية: ميـار حُسين
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
ميار حُسين العامري، من دولة ليبيا، كاتبة ومؤلفة، عُضو لدى دار رجفة قلم للنشر الإلكتروني، ومنظمة رُسل الإبداع، ومنظمة أنر فكرة. شاركتُ في عدة كتب، وتحصلتُ على عدة شهادات في مجال الكتابة والتأليف. محبة للقصائد والشعر الفصيح، وأنتمي للخواطر بشدة. هاوية للكتب، وبالأخص الكتب الدينية.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
موهبتي رافقتني منذ صِغري، وكبرت معي شيئًا فشيئًا، فمنذُ صِغري كنت كتومة للبشر وثَرثارة للورق. ودائمًا أدوِّن وأعبر وأكتب، مما زادني حبًا للكتابة، وزادني شغفًا وخبرة.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
أحب وأنتمي جدًا لأساليب النصوص العميقة التي لا يكتبها ولا يفهمها الكثيرون، والتي تصف أدق وأعمق المشاعر فينا.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
ربما لم أتعثر كثيرًا حتى الآن، فإنني أحب شعور السعي والمُحاولة مهما كلفني الأمر، فلا نجاح بلا عثرات.
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
والديَّ كانوا أساس الدعم والمُواساة بالنسبة لي، فلو احتضنني الكون بأكمله ومدَّ لي كفوفه، فلن أجد كاحتضان وكفوف والديَّ وتشجيعهما العظيم،
فمُساندة أسرتي وإخوتي العظيمة التي لا يُضاهيها شيء، كانت لي عظيمة جدّاً.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
عندما شاركتُ نصًا من نصُوصِي مع العائلة والأصدقاء، قالوا إن نصي يمتاز بالعمق وتفصيل الوصف الدقيق للمشاعر. فشاركت بنص تحت عنوان “الطلاق والمطلقة”، وكان واقعيًا جدًا، ملموسًا من فكر الواقع. وأيضًا شاركت في معرض بنص تحت عنوان “المقاطعة”، وكانت ردود الفعل غير مُتوقعة، فقد كانت مثيرة وإيجابية جدًا، مما حببني في كتاباتي أكثر وأكثر.
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
الطلاق… كلمة قصيرة، تحمل بين طياتها معانٍ كبيرة، وشعورًا عميقًا، لا يستشعره إلا من ذاقه، ولا يذوقه إلا من يستشعره. وعلى الرغم من نظرتهم القاسية للمطلقة، وفكرهم العقيم، وكأنها فشلت في الحفاظ على زواجها، بينما كانت تحاول التأقلم مع الشتاء الواسع الذي من حولها، ورغم اختلاف العقول والآراء بينهم، فالطلاق ليس فشلاً، بل الفشل هو البقاء مع شخص لا يفهمك ولا يشبهك أبدًا. ولا تعتبر المطلقة فاشلة، ربما كانت كالغريب، يصارع نفسه بالتماهي والانتماء الذي لم يجده. هي إنسانة شجاعة، اختارت أن تواجه تحديات الحياة بدلاً من الاستسلام والعيش في واقع غير مقبول، لا يشبهها تمامًا. والطلاق ليس نهاية المطاف، ربما بداية لحياة جديدة، بداية لطريق يسلكه أشباهها.
"بقلم: ميار حُسين العامرِي"
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
أُفَضل نشر كتاباتي ورقيًا، لأنني أنسجم جدّاً في قراءة الكتب الورقية أكثر من الإلكترونية. عندما أقلِّب تلك الصفحات وأستمع لخشخشة الورق، وأغرِق في كلماتِها، هكذا استشعر بالقراءة، وأيضًا أرى أن الكتب الورقية تحقق انتشارًا أوسع وأكبر
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
أحب نصوص الأديب “نجيب محفوظ” لأنها عميقة وحقيقية ومتنوعة، ولا تتركز على أسلوب أو موضوع محدد. وأيضًا أحب قصائد المتنبي العظيمة، التي لا يضاهيها وصفي بين الصفحات و الأسطر.
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "غَـاسِق" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
غُرمت جدًا بجريدة غاسق، وأتمنى أن أراها ورقية يومًا ما. وبالنسبة لهذا الحوار الشيق، فسعدت أنا، ميار حسين، بالمشاركة فيه، متمنية لكم التوفيق والسداد في هذا المشوار المذهل.
مُتشكرة لكم على هذا اللِقاء،
دُمتُم سالِمين.
تعليقات
إرسال تعليق