الثانوية كابوس كل إنسان
إسراء الزهدي|روح الفؤاد
ستحيا سعيدا هادئ البال في دراستك تتوهم أن ما تمر بيه من أشياء تزعجك في دراستك هي الأصعب على الإطلاق حتى تنتقل إلى "الصف الثالث الثانوي" حينها ستدرك صعوبة الأشياء من حولك جيدا ربما يظن البعض أن هذه المرحلة هي الأصعب على الإطلاق وربما يظن البعض الآخر أنها نهاية العالم يخبرونك أنها مرحلة تحديد مصير وتبقى وحدك تحارب وتحارب كي تحظى بما تأمل في النهاية، والجميع يجلس ينظر إليك في ترقب ينتظرون النهاية التي ستحدد مستقبلك دون أن يشعر أحد منهم بك؛ بل ربما يلومونك أيضًا ويتهموك بالتقصير رغم أنك كدت تموت تعبًا من أجل ألا تضيع وقتًا، واتت عليك ليالي من شدتها شعرت أن قلبك سيتمزق، وتمنيت لو لم تكمل هذه المرحلة، وتمنيت أن تترك كل شيء خلفك وترحل بعيدًا كي تسكن جوارحك التي تخوض في حرب لا تعلم متى بدأت وكيف ستنتهي من وجهة نظرك، لكن في الحقيقة ما هذه المرحلة إلا مرحلة كبقية المراحل من حولها، وأنك إن لم تجد حولك من يثرثر كثيرًا عنها فلن تنتبه إلى أنها مهمة بالقدر الذي تعرفه الآن، لو أن الجميع من حولك لا يعطونها قيمة فلن تشعر أنت بقيمتها، فما هي إلا مجرد عام دراسي كبقية الأعوام لا يدعي للصخب والضجر والحزن أو الانقطاع عن العالم والعائلة حتى نهاية هذا العام، أخط لكم كلماتي عن عام دراسي يهوله الناس ويضعون عنده نهاية حياتهم حتى يخسروا أبناهم ويخسرو انفسهم من اجل ألا شيء، فنجد كثيرًا من الطلاب ينتحرون، وكثيرًا منهم يعانون من اضطرابات نفسية، كل ذلك من أجل عامًا لا يتطلب منا سوى اجتهاد بقدر أكبر عن الأعوام السابقة، حتى الأبأ يجعلون انفسهم وابنأهم في ضغط كبير، ربما بسببه يفقدونهم، نجد أبأنا يقيدون حركة ابنأهم وكأنهم في سجن، أو ان حياتهم توقفت عند هذا العام، إما نجاح تتحدث عنه ألسنت الناس، أو سحقا لك ايها المقصر الفاشل، ولا يشغلهم ما قد يمر به أبنهم هذا، على الرغم من ان ما يجب أن يحدث على خلاف ذلك، يجب على الآباء تهيئة بيئة مناسبة لابنائهم لخوض تلك المرحلة، يجب عليهم دعمهم دائمًا الوثوق بهم، بقدراتهم، يجب أن يهونو عليهم هذا العام، ويخففو عنهم عبء خوفهم من القادم، وعبء خوفهم خشية ألا ينالو ما تمنو بعد عام مليء بالتعب، يجب أن يكونو هم داعمين وملهمين لابنأهم حتى يتقبلوا كل شيء برضاء دون خوف، أو حزن، أو انتكاس، يكفي قلقهم فلا تحملونهم فوق طاقتهم، كونو رأوفين بهم وبنفسيتهم وحالتهم التي لن يفصحوا عنها مطلقًا، يكفي ما هم فيه من ضغط واجهاد، كما أنه يجب على الآباء الرضاء بأي نتيجة كانت، مدام ابنأهم لم يقصروا في شيء وفعلو ما عليهم، فلا تستمعوا أنتم لثرثرة الناس من حولكم ولا تجعلوها محورًا لحياتهم فتدمرو انفسكم واولادكم، وأنت يا صديقي ما عليك سوى أن تقوم بما عليك فعله وتجتهد، غير ذلك فلا تستمع لأي مخلوق مهما كان أعلم قدر نفسك وقدر تعبك ولا تنصت لاي شخص آخر يخبرك بأنك قصرت، أو أنك لم تجتهد كفاية، أو أنك لم تحقق حلمك الذي جلست طول اعوامك السابقة تتمناه، فربما أنك لم تكن مقصرًا لكن الله اراد أن يختار لك ذلك، عليك أن تجتهد فقط والباقي فهو توفيق من الله لك، فلترضى به ولتتقبله ولتعلم أن اختيارت الله لك أفضل ألف مرة من اختيارك لنفسك، فأنت لا تعلم مالذي كان سيحدث لك لو أنك حصلت على ما تتمنى، ولا تعلم ما النعم التي تنتظرك في ذاك الطريق الذي اختاره الله لك، هون عليك يا رفيقي فما هي إلا دنيا ولا شيء يستحق أن تحزن عليه بقدر حزنك على فقدان حلمك في الدراسة إلا أن تكون مقصرًا مع خالقك وفي عبادتك، كل شيء بيهون وكل شيء بالرضاء هين.
تعليقات
إرسال تعليق