حِـوار صحفي مع الكاتبة الليبيـة أينور بوراس

مقال «مهارة الخاطرة"

إسراء الزهدي

• الخاطرة:-

الخاطرة هي ما يجول بنفس الإنسان أو بقلبه، أيضا هي ما يمر بالذهن من الأفكار والآراء، أو هي التذكر بعد النسيان.

كأن تقول: أخطر الله ببالي أمرا كذا، أو خطر ببالي كذا.

فهي نثر أدبي تصاغ فيها الكلمات ببلاغة، كما أنه يكثر استخدام المحسنات البديعية بها.

فهي عبارة عن كلمة موجزة قصيرة، تعبر عما يجول بخاطر الكاتب، أو عن الحالة الشعورية التي يمر بها بطريقة بليغة كما يكثر فيها استخدام الكلمات القوية.

كما أن الخاطرة تكون وليدة اللحظة:

أي تكتب في لحظة حدوث الشيء، أو بعده مباشرة، فهي لا تحتاج إلى إعداد مسبق، ولا تحتاج لأدلة ولا براهين لكتابتها.

• أشكال الخاطرة:

1- خاطرة قصيرة: هي التي تحتوي على كلمات سهلة وبسيطة ومفهومة

2- خاطرة متوسطة: ويعد هذا الشكل الأكثر تماسكًا فِكْرِيًّا وذلك لأن معانيه قوية

3- الخاطرة الطويلة: هي التي تكون المعاني بها كثيرة وغامضة بشكل مبالغ

• خطوات كتابة الخاطرة:-

1- العنوان: يجب أن يكون مشوقًا، ويفضل أن يكون مقتبسا من سياق الخاطرة، قوي التعبير، عميق المعنى، ومؤثر في النفس.

2- المقدمة: يجب أن تكون صغيرة الحجم

3- العرض أو ما يسمى ب "العقدة" 

هنا يجب على الكاتب أن: 

- يحدد ماذا يريد أن يكتب

- تحديد الهدف أو الفكرة بوضوح

- اختيار عبارات ذات جمالية

- استخدام الكلمات المتضادة لتقريب الفكرة

- حسن اختيار الألفاظ

4- الخاتمة: تكن إيجازا للموقف في ذهن الكاتب، وتكن صغيرة.

ذكر سيد قطب في كتابه "النقد الأدبي أصوله ومناهجه": (أن هناك نوعان من العمل الأدبي نطلق عليهما لفظ المقالة، وهما يتشابهان في الظاهر، ويختلفان في الحقيقة، فأحدهما انفعالية وهي الخاطرة

والأخرى تقريريه وهي المقالة، وتختلف الخاطرة عن المقالة من حيث الحجم، بأن الخاطرة مختصره جدًا وعباراتها قليله، لكنها مركزه).

وذكر الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه" الأدب وفنونه" عن فن الخاطرة (وهذا النوع الأدبي يحتاج في الكاتب إلى الذكاء، وقوة الملاحظة، ويقظة الوجدان). 

• صورة الخاطرة:-

1- الخاطرة الشفوية: هي كلمة موجزة قصيرة؛ يلقيها المتكلم من أجل التنبيه. على مسألة محددة، دون إطالة؛ وإلا صارت درسًا أو خطبة.

2- الخاطرة الكتابية: هي أسلوب أدبي سهل وممتع، يغلب عليه الجانب الوجداني.

كما يطلق على بعض الخواطر "اللؤلؤ المنثور" لروعة كلماتها وقوة التعبير والتصوير

• أهم ما يميز الخاطرة:-

1- غير محددة برتم أو وزن موسيقي

2- غير محددة بقافية

3- تخلو من التفصيلات

4- أنها ذهنية عارضة تحتاج إلى ذكاء ويقظة

5- يغلب عليها الجانب الوجداني بالإحساس الصادق والعواطف الجياشة

6- ليس لها موضوع محدد

7- لا تحتاج إلى أدلة وبراهين

8- تلائم العصر الذي نعيش فيه

9- سهولة فهمها

10- التزامها بأسلوب معين فقد يكون الكاتب جَادًّا، وقد يكون ساخرًا متهكمًا.

11- القدرة على كسب الانسجام والإبداع مع الموضوع

12- إحياء الموقف

13- الاختصار البارع والبعد عن الإطالة

• أنواع الخاطرة:-

تتنوع الخاطرة حسب نوع موضوعها واتجاه كاتبها.

1- الخاطرة الرومانسية: وتعنى بما يمر به الإنسان في مواقف الحب " لقاء- فراق- خيانة- اشتياق... إلخ"

2- الخاطرة الإنسانية: وتعنى بالقيم الإنسانية الجميلة الصادقة.

3- الخاطرة الوجدانية: تعنى بوصف الحالة الداخلية للكاتب أو نظرته لشيء ما

4- الخاطرة الاجتماعية: هي وصف ونقل لما يمر من مواقف في محيط الكاتب

أنواع الخاطرة ارتباطا بإحساس الكاتب والمواقف:

1- الخاطرة المركبة: تعنى بنقل الموقف مع إحساس الكتاب

كما أن للخاطرة المركبة مكونات هي

1- الوضوح والترابط بين الجمل والمعاني

2- تأخذ أحيانا أسلوب القصة القصيرة

3- تقل فيها المحسنات البديعية والصور البلاغية

4- تنوع في المفردات ما ببن واقع وخيال

2- الخاطرة المجردة: تعنى بنقل إحساس الكاتب فقط دون ذكر الموقف گ الخاطرة الوجدانية

مكونات الخاطرة المجردة:

1- الإبهام والغموض وعدم وضوح المعاني في كثير من مقاطعها

2- تكثر فيه المحسنات البديعية

متى تكتب الخاطرة؟

عندما يتعرض الإنسان لموقف معين فتتحرك أحاسيسه، ويبقى هاجس الموقف يلهب خياله.

• كيفية كتابة الخاطرة؟

1- أن تأنس في نفسك الملكة الأدبية: وهي موهبة من الله يختص بها من يشاء من عبادة.

2- توفير جو من الهدوء للكتابة:

لأنك حينها ستستحضر أفكارك بطريقة أفضل

3- أن تمتلك معلومات كافية عن الموضوع الذي تريد الكتابة عنه

4- القراءة

5- عدم الإطالة في المقدمة

6- التركيز في الموضوع الأساسي

7- عدم تشتيت الذهن

8- عدم المبالغة في الخاطرة لحد بعيد عن حقيقة المشاعر

• مدة الخاطرة الأدبية:

تتراوح ما بين 5 إلى 10 دقائق قراءة متأنية، والحد الأقصى من 10 إلى 15 دقيقة، وما دون ذلك يطلق عليه اليوم نبضات الخاطر أو خلجات الخاطر أو غير ذلك مما يوحى بقصر الخاطرة عن ما دون الخمس دقائق قراءة متأنية

• ما يجب مراعاته عند كتابة الخاطرة؟

1- اختيار عنوان موافق للخاطرة

2- تقسيم الخاطرة على شكل فقرات متسلسلة

3- لغة الخطاب ومراعاة الضمائر واستخدامها في موضعها الصحيحة

4- التنويع في كتابة مواضيع مختلفة

5- الإيجاز فن يتقنه القليل من الناس، فتعلم الإيجاز لان الخاطرة هي فن إيجاز لا إطالة

6- تذكر الفرق بين الخاطرة والفنون الأدبية الأخرى

7- الرموز: مثال گ" الحمامة "هي رمز السلام إلا أنها تأتي رمزًا للمرأة الجميلة النقية

ذلك لأن الرموز تعطى قوة ومتانة للخاطرة

8- انتقاء الكلمات وذلك لتكن الخاطرة أكثر تعبيرًا

9- الكتابة باللغة التصحيحية " الفصحى "

• الخلط الفكري:

هناك من يخلط بين أنواع كثيرة من الأدب

مثل: الرسائل والمقال والرواية والقصة... إلخ

فهناك من يكتب قصة قصيرة على أنها خاطرة والعكس

ففي القصة والمقال والرسائل تنعدم الرمزيات بينما هي من سمات الخاطرة

كما يكثر التوجيه في المقال وينعدم في القصة

كما إن المقال عَادَتَا ما يحتوي على رسالة يجب أن تصل إلى القاىء؛ بينما تجد في القصة مجموعة من الأهداف يجب أن تصل إلى القارئ

الرسائل الأدبية وهذا النوع يأخذ طابع الدعوة والإرشاد والموعظة والنصيحة وأقرب شيء إلى هذا النوع الأدبي هي الخطابة كموضوع إلا أنها تختلف لأنها تحتاج إلى جمهور لتوصيل المغزى منها

• أخطاء يجب تجنبها عند كتابة الخاطرة:

1- التكلف: فلا تتكلف الأحاسيس ولا تتجمل بالتكلف الزائف

2- التكرار في الكلمات والصور المتشابهة يخدش النص ويشوهه

3- السرد العادي للمفردات والحديث بأسلوب الكلام العادي أو اليومي

4- سرقة كتابات الآخرين أو أجزاء منها ونسبها إليك

5- الإطالة المملة

6- استخدام الكلمات الغريبة الصعبة الفهم، واستخدام العبارات البليغة السهلة الجامعة

7- التسرع في نشر الخاطرة فور كتابتها فيجب مراجعتها لُغَوِيًّا ونحويا وَبَلَاغِيًّا وَفَنِّيًّا قبل نشرها

8- تغطية عدة مواضيع في الخاطرة

9- التعدي على المتعارف عليه من الأخلاق تحت مسمى حرية الأدب

إذا فالخاطرة تعد وصفًا لإحساس كاتبها، كذلك أنها تصف شعور بعض القراء أيضا، ومن هنا يمكننا القول بأنه لو استطاع الفرد تصور فكرة معينة ونقلها على الأوراق عندها فقط يكن جاهزًا لكتابة خاطرة. 

إسراء الزهدي|غاسِق