زمردة الحروف.. رحلة كاتبة مصرية جمعت بين الموهبة والإصرار
في عالمٍ تتشابك فيه الأصوات وتتزاحم المواهب، تبرز بعض الأرواح كأحجارٍ كريمة لا يشبهها أحد. من بين هؤلاء برزت الكاتبة المصرية أسماء علي محسن، التي يعرفها القراء بلقبها الأدبي المميز "زمردة"، لتترك بصمتها الواضحة في عالم الأدب والخواطر، وتُثبت أن الموهبة حين تمتزج بالإصرار تصنع طريقًا لا يُنسى.
بدأت "زمردة" رحلتها الأدبية منذ ما يقارب ست سنوات، في بدايات المرحلة الثانوية، حين اكتشفت في نفسها شغفًا كبيرًا بالكتابة، وبالأخص في مجال الخواطر الأدبية التي تمس القلب وتلامس الواقع. كانت البداية بسيطة، لكنها تحولت مع الوقت إلى تجربة ناضجة شكّلت ملامحها التجارب التي مرّت بها، لتصبح كل لحظة من حياتها مصدر إلهام جديد لحروفها.
درست أسماء في كلية التجارة بجامعة الأزهر، لكنها لم تترك الكتابة يومًا، بل جعلت منها طريقًا يسير جنبًا إلى جنب مع دراستها. وبفضل مثابرتها، أصبحت كاتبةً معروفة في عدة منصات أدبية، من بينها مجلة إيفرست العالمية، وامتلكت لاحقًا صحيفتين تحملان اسمها، إلى جانب مشاركاتها في كتب ونصوص متعددة لاقت قبولًا واسعًا من القراء.
ورغم النجاحات التي حققتها، لم تخلُ رحلتها من التحديات؛ فقد واجهت انتكاسات ومحاولات إحباط، لكنها لم تسمح لها بأن توقفها. كانت عائلتها أول الداعمين لها، تؤمن بموهبتها وتشجعها على الاستمرار، حتى أصبحت اليوم نموذجًا يحتذى به في الإصرار والثقة بالنفس.
أما عن رأيها في الورش والدورات التدريبية الخاصة بالكتابة، فتؤكد أنها مفيدة للغاية، خصوصًا للمبتدئين، إذ تفتح لهم آفاقًا جديدة وتنمّي الفكر الأدبي لديهم. وترى أن الموهبة هي الأساس، لكن التدريب والتطوير المستمر يضيفان إليها عمقًا وتميّزًا أكبر.
تحب أسماء القراءة بشغف، وتتأثر بعمق بكتابات نجيب محفوظ وديستويفسكي وجبران خليل جبران، لما تحمله من فلسفة إنسانية راقية وتجارب حياتية عميقة. وهي تؤمن بأن الإنسان يمكن أن يمتلك أكثر من موهبة، لكن الإبداع الحقيقي يظل مرتبطًا بالموهبة الأولى التي اكتشفها بداخله.
طموحها لا يقف عند حدود، فهي تسعى لأن تصبح واحدة من أشهر الكاتبات في الوطن العربي والشرق الأوسط، وأن تواصل دراستها حتى التخرج وهي تحمل رسالة الأدب الصادق الذي يعبّر عن الإنسان.
في أحد مقاطعها الأدبية كتبت:
“قررت ترك الماضي بما فيه… وقلبي الذي تحطم، وروحي التي أرهقها الوجع. أقسمت أن أعيد بريق عيني ولو جزءًا منه، وأن أترك حياتي تسير كما يشاء الله، لكن دون أن أتحمل فوق طاقتي. اكتفيت من الخذلان والوجع، يكفيني ما علّمتني إياه الحياة.”
كلمات صادقة تختصر تجربتها، وتُبرز ما بداخلها من نضج ووعي وقوة أنثى واجهت الحياة بالكلمة لا بالدموع.
وفي ختام حديثها، وجّهت الكاتبة شكرها لعائلتها، ولكل من دعمها، كما ثمّنت الدور الذي تقوم به جريدة غاسق في تسليط الضوء على الكتّاب والمبدعين الشباب، متمنية لهم دوام التوفيق والعطاء للأجيال القادمة.
رحلة “زمردة” ليست مجرد قصة نجاح عابرة، بل دليل على أن الشغف يمكن أن يصنع طريقًا من العدم. فحين يؤمن المرء بموهبته ويمنحها من وقته وجهده، يتحول الحلم إلى حقيقة. ولعل كلماتها الأخيرة تختصر فلسفتها في الحياة: “من أراد، حارب.”

تعليقات
إرسال تعليق