الكاتبة علياء صبري|رحلة حرفٍ يحمل روح الإيمان والجَمال

الصحافيه |إسراء الزهدي
في عالمٍ تتزاحم فيه الأقلام، تبقى بعض الأصوات قادرة على أن تلمس القلب بهدوءٍ وصدق. ومن بين تلك الأصوات، يبرز اسم علياء صبري – المعروفة باسم “علا” – الكاتبة التي جعلت من الحرف رسالة، ومن الإيمان طريقًا يوجّه قلمها نحو الجمال والحق.
هي علياء صبري عبدالوهاب، أو كما يعرفها قراؤها ومتابعوها باسم “علا”.
من محافظة الدقهلية، حاصلة على ليسانس شريعة إسلامية، اختارت أن توظّف علمها في خدمة الكلمة الهادفة والأدب القيمي.
تقول علياء إن موهبتها في الكتابة رافقتها منذ الصغر، فقد كانت تعشق مادة التعبير في المدرسة، لكنها تعتبر أن انطلاقتها الحقيقية والاحترافية بدأت مطلع عام 2024، حين قررت أن تمنح قلمها مساحة الضوء التي يستحقها.
تصف رحلتها الأدبية بأنها “رحلة ممتعة ومليئة بالتجارب”، التقت خلالها بأشخاص دعموا موهبتها وشجعوها على التطور، لكنها أيضًا واجهت جوانب مظلمة من المجال، مثل استغلال البعض للكتابة لأغراضٍ مادية بحتة. ومع ذلك، تعتبر علياء أن كل تجربة—even الصعبة منها—كانت سببًا في نضجها الأدبي وتشكيل شخصيتها الكاتبة.
أما اللون الأدبي الأقرب إلى قلبها فهو الشعر، حيث تجد فيه مساحة الحرية للتعبير عن مشاعرها وأفكارها بروحٍ صادقة وشفافة.
لم تكن مشاركات علياء قليلة؛ بل كانت غنية ومتنوعة. فقد شاركت في ستة كتب مجمعة هي:
📖 نبذة عما بداخلي
📖 أحاسيس متناقضة
📖 بعثت لك
📖 أوراق من شجرة الحياة
📖 أقدرانا مكتوبة فلنعش بهدوء
📖 صوت الضمير الداخلي
كما أصدرت كتابًا إلكترونيًا منفردًا بعنوان “صوت الحقيقة”، وشاركت بروايتها الأولى “بنت الإسلام” في مسابقة أسماء الصديق، إلى جانب مشاركاتها المستمرة في الفعاليات الأدبية والمنصات الرقمية، حيث لاقت نصوصها قبولًا طيبًا وثقة كبيرة من القراء.
ولجهودها المميزة، حصلت علياء على شهادات تقدير، دروع، وميداليات، إلى جانب تكريمٍ مميز من إحدى المبادرات الأدبية التي منحتها فرصة إصدار كتاب إلكتروني مجاني باسمها.
تقول علياء بثقةٍ وامتنان:
"دعمي الأول هو الله، ثم عائلتي وأصدقائي."
وترى أن النقد جزء طبيعي من مسيرة الكاتب، مؤكدة أنها واجهت انتقاداتٍ في بداياتها لكنها تعاملت معها بوعيٍ وتعلمت منها.
وعن رأيها في الورش والدورات الأدبية، تؤكد أنها ضرورية جدًا، لأنها تساعد الموهبة على التطور وتفتح أمام الكاتب آفاقًا جديدة.
وترى أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن يصاحبها جهد وتدريب دائم، فالموهوب إن لم يجتهد، سيتجاوزه من يثابر ويطوّر نفسه.
تحب القراءة بشغفٍ واضح، وتعتبر أن القرآن الكريم هو كتابها الأول والأقرب إلى قلبها، مصدر الإلهام والهداية في حياتها ومسيرتها الأدبية.
وترى أن الإنسان يستطيع امتلاك أكثر من موهبة، لكن التميز الحقيقي غالبًا يكون في واحدة فقط يتقنها بإخلاص.
أما عن طموحها القادم، فتقول بعزيمة:
"أسعى إلى الاستمرار في طريقي الأدبي وتحقيق ما أتمنى بإذن الله."
وتختم حديثها بشكرٍ خالص لله أولًا، ثم لعائلتها وأصدقائها على دعمهم الدائم.
من كتابات علياء صبري
"كفتاة، لا أجد نفسي منجذبة إلى حياة الترف، ولا تثيرني تلك الماركات الباهظة، ولا أكترث للأشياء الفارغة؛ لكن ما يلامس روحي حقًا ويضعفني هو حسن خاتمة صالح، وهداية كافر إلى الإسلام، وتوبة عاصٍ، وإيمان شاب..."
بهذه الكلمات العميقة، ترسم علياء ملامح روحها المتواضعة والإيمانية، وتُعبّر عن نظرتها الصافية للحياة والناس.
كلماتها تخرج من القلب، فتصل إلى القلوب دون تكلّف أو تصنّع، مؤكدة أن الأدب الحقيقي ليس في الزخرف اللفظي، بل في الصدق الإنساني.
في زمنٍ باتت فيه الشهرة أسرع من النضج، تثبت علياء صبري أن الأدب رسالة لا مجرد هواية. اختارت أن تكون كلمتها صادقة، نابعة من إيمانٍ وقيمٍ راسخة، لتصنع من تجربتها نموذجًا ملهمًا لكل كاتبٍ يؤمن أن الطريق إلى النجاح يبدأ من الصبر والاجتهاد.
رحلة “علا” ليست سوى بدايةٍ لقلمٍ وُلد ليُضيء.
تعليقات
إرسال تعليق