القائمة الرئيسية

الصفحات

 إلى قلبي

إسراء الزهدي 



أعلم أنك تتمزق دون سبب مقنع، أو كما يقال دون سبب يقتنع به من حولنا، نعم، فأنا وأنت شخصان أودت بهما الحياة وتركتهما في مستنقع مظلم مليء بالكثير من الدماء، دماء تضخها أنت يا عزيزي، أعلم أنك خائف، بل ترتجف من الخوف.

ومن حولك؟

ينظرون إلى خوفك على أنه مزحة، بل سخافة، فتجدهم فور الاستماع يفرّون منك، وتبقى وحدك.

ما الذي يخيفك؟

الفشل، وما الجديد؟ أنت دائمًا تشعر بذلك، تخشى الجميع وترهب وجودهم، أنا وأنت نعلم أنك ضعيف، تخشى حتى أن تنظر إليك نملة، فما بالك بحشد من الناس؟

تخشى أن تكون وحيدًا؟

أريد أن أسألك سؤالًا: هل هذه أول مرة تشعر فيها بالوحدة؟

لا داعي لأن تجيب، فأنا أعلم إجابتك: لا

ستجد الجميع حولك برفقة أصدقائهم وذويهم وعائلاتهم وجمهورهم، وأنت؟

أنت تقف وحدك في زاوية تحدق بهم، تخشى أن تفعل كما يفعلون فتعاقب، وكأنك فعلت كبيرة مثلًا، أنت تخشى كل شيء لأنك وحيد وضعيف، مهما كثر البشر من حولك.

وأما أصدقاؤك الذين أخبرتني عنهم سابقًا، فقد اتخذوا حلمك ونجاحك مزحة بينهم، ظنًّا منهم أنهم يخففون عنك وطأة حزنك.

أتشعر أن الجميع لا يحبك، لا يريدك؟

معك حق، فمن سيتحملك؟

من سيتحمل سخافاتك، وحزنك الدائم، وتقلبات مزاجك؟ من يستطيع فعل ذلك؟

لن يتحملك أحد، وسينفر الجميع منك عاجلًا أم آجلًا، لا أحد يهتم بأمرك، حتى أنت أصبحت لا تبالي بالأمر، تبتسم حتى يظن الجميع أنك بخير، ستظل هكذا حتى تسقط منهارًا لأنك لم تعد تحتمل، تبقى تتحمل وتتحمل الكثير من الأشياء وحدك، وعندما تبكي تبكي لأن شيئًا لم يحدث، تبكي على اللاشيء.

اللعنة عليك أيها القلب الأبله، اللعنة عليك وعلى سخافتك، فلتتوقف كي أستريح منك، فلتتوقف حتى يستريح الجميع منك، والسلام.


إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع