حِـوار صحفي مع الكاتبة: سامية مصطفى
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
اسمي سامية مصطفى عبدالفتاح، كاتبة ومصممة، أبلغ 22 عام، حاصلة على بكالريوس تربية نوعية هذا العام، أُقيم في القاهرة، حاصلة على العديد من الكورسات في مجال كتابة القصة القصيرة والخواطر، كما حصلت على العديد من المراكز والشهادات في المجالين وكذلك كتابة المقالات الإبداعية، كما حصلتُ على درعٍ تكريميّ في أغسطس 2021 من جريدة الفكر العربي، وأكتب في مجلة "هاڨن" في قسم المقالات الإبداعية، شاركت في العديد من الكتب المُجمعة في معرض الكتاب من عام ٢٠٢٢ وحتى عام ٢٠٢٣ كـ: كنوز أطلانتس، حلوة الحكاية، خريف الأقلام، إني آنست حرفًا، التراث، كما نُشر لي كتاب قصص إلكتروني بعُنوان "حكايتي" يضم العديد من القصص القصيرة بقلمي وشاركت في الكتاب الإلكتروني المُجمع "لا يبغيان"، وأعمل مُصممة في كيان خطوة حلم.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
اِكتشفت موهبتي في نهاية المرحلة الإعدادية، بدأت بتدوين مشاعري على الورق لعدم قُدرتي على البوحِ بها؛ لكنني اِكتشفت أنها لم تكن مشاعر قط، بل كنت أمتلك حصيلة لغوية لا بأس بها وأعشق اللغة العربية وأحب أن أصف المشاعر والأشياء بكلماتٍ جذابة لا فضفضة فارغة، قمت باستغلال المرحلة الثانوية في التعلم أكثر "تعلم اللغة العربية كالنحو والبلاغة" وكنت أقتنص الفُرص كي أذهب لمكتبة المدرسة للقراءة والاِطلاع فأنا أهيم بالكتب والقراءة هي ملاذي، كنت أكتب طيلة هذه الفترة لنفسي ولا أقم بنشر شيء قط وتوقفت في الثانوية العامة وعدت مرة أُخرى بعد الاِنتهاء منها، حينها كانت الكتابة خيرُ شفاءٍ من جرح الثانوية فصببت شغفي وطاقتي بها وبالتعلم أكثر والكورسات البسيطة على الإنترنت.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
نادرًا ما أنوع أساليبي ما بين العاطفة والبلاغة والحيادية، ألجأ للتنوع بعدما اختار فكرة القصة وما يتناسب معها.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
نادرًا ما أُنوع أسلوبي ما بين العاطفة والبلاغة والحيادية، ألجأ للتنوع بعدما اختار فكرة القصة وما يتناسب معها.
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
كانت تواجهني بعض التعثرات كـ: اختلاف طموحي مع مجالي الدراسي، صعوبة تعلم ودمج بين حقي في تحقيق ما أطمح له وواجبي تجاه ما أنا بصدده في مرحلة الجامعة، كنت أغتنم كل الفرص المتاحة لمواكبة الواقع، كما واجهتني صعوبة في النشر على الإنترنت ومعرفة كيانات الكتابة الموثوقة والتدقيق اللغوي فعزمت على التعلم والبحث أكثر كي لا أحتاج إليه وكذلك الحاجة لتصميم لكتابتي فأخذت الخطوة تجاه التصميم بالتجريب كي لا أحتاج لأحد قط.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
أقم بكتابة العمل ولا أتسرع، بل آخذ وقتي الكافي، وبعد الاِنتهاء أقم بمراجعة ما كتبت والبحث عن وجود أخطاء، ثم أترك العمل لـيومين أو لـثلاثة أيام ثم أقم بقرائته مرة أخرى كـقارائة وأدونّ الملاحظات بعد ذلك أترك العمل لبرهة من الزمن وأقم بقراءة الملاحظات ومراجعة العمل كي أطبقها كـكاتبة، من ثم أقم بإرسال العمل لأصدقائي كي يقرؤه ويبدون آرائهم فيما كتبت وما إذا كان بحاجة للتعديل.
في رأيّ إذا لمس العمل فؤاد القارئ فهو يعتبر واقعيًا.
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
أحب جميع نصوصي فأراها مُميزة؛ لكن هذان النصان المُضلان لديّ:
"خُلِقنا بلا دوافع"
لابُد وأنه قد كذب مُحمد طارق في قولهِ: "خُلِقنا بدافع الحُب"، أيُ حُبٍ هذا خُلِقنا بدافعه؟ نحنُ مُحاطون بمُجتمعٍ ساخِر، لا يُقدِر البشرية ولا يحترمها، مُجتمعٍ يعيبُ الزمان والعيبُ فيه، الأب يكره بناته، الأخ يقتُل أخاه، الجدة تُفضلِ الصبية فالفتياتُ عار وغيرهم الكثير والكثير فأيُ دافعٍ هذا وأيُ حُبٍ هذا؟ مُجتمعنا بات يقتُل الأبرياء ويفتقد الأمان.
"عكس ما بها"
إنها تُحِب الكتابة بشكل جنوني جدًا وتهوى القراءة أيضًا، تُحِب الكتابة عن ذاتِها، عن الحب، عن الخيال، عن كل شيء وتحب قراءة الرومانسية والكلام المُزين وتكره التُرهات، تعشق الموسيقى الكلاسيكية، تُهيم الخيال وكل ذلك عكس ما يدور داخلها فداخلها ديجورُ حثيثُ الانتشار، يكادُ يحتلها نيفًا، يُمكننا قول أنها بارعة في التمثيل، يمكنها تجسيد جميع الشخصيات، إنها تُشبه الرجل الصنديد في حربه مع عدوه، عدوها الديجور وعدوه المُغتصب لوطنه.
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
لا أُفضل نوعًا عن آخر فلكلٍ مميزاته الخاصة، مثلًا أنا أحب أن أكن مُمسكة بالكتاب وأبحر معه حتى النهاية وغيري يغوص في الأعماق إلكترونيًا، فأنا أحب النشر بالنوعين كي تصل كتابتي لأكبر فئة مُمكنة ولإرضاء كافة القُراء.
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
في الحقيقة لديّ العديد من الكُتاب المفضلين:
د/أحمد خالد توفيق (دائمًا أنبهر بأسلوبه، تجذبني طريقته الفريدة)
نجيب محفوظ: أحب فلسفته.
د/ أحمد خالد مصطفى: لديه تعبيرات جذابة، أُشيد بطريقته في السرد وكذلك الحوار، كما يمتلك قدرًا لا بأس به من المعلومات وتتميز كتابته باللغة الرائعة -أُرشحه لمن يريد تعلم المترادفات والتشبيه- وبحثه الدؤوب.
د/ منى سلامة: كاتبة مُنمقة، تتميز كتابتها بوضع الأحرف على النقاط لإيصال المعنى بطريقة اِحترافية مُختلفة.
محمد طارق: كاتبي المُفضل دائمًا وأبدًا، كاتب الشباب بحق، تتميز كتاباته بالواقعية والقرب من أفئدة الشباب لمناقشتها العديد من المشكلات التي تواجه جيلنا وحلها، كما يعرض لنا العديد من التجارب المؤلمة لأبطالٍ لم يعرف اليأس لهم باب.
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "غَـاسِق" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
أنا عضوٌ جديد بالجريدة ككاتبة ومصممة، أرى أنها جريدة مُجتهدة وتُقدر العاملين بِها وكذلك كُتابِها.
أرى أنّ الحوار مُمتع والأسئلة مُميزة.
تعليقات
إرسال تعليق