القائمة الرئيسية

الصفحات

نص المطر عاد وأنت ما عدت

 الكاتبة منى محمد

في التاسع والعشرين من مايو الساعة الحادية عشر مساء منذ عام وأنا أنتظر تلك اللحظة حين استيقظت اليوم ورأيت السماء ملبدة بالغيوم علمت أن رب السماء قد سمع دعوتي التي بت أرددها في جوف ليلي الحزن منذ رحيلك علمت أن السماء ستعلن هزيمتها، وترفع راية الاستسلام أمام إصراري وتمطر ؛حتى تعودي يا عاشقة المطر ومعشوقتي، وأراكِ مرة أخرى وأنتِ ترددي انغامكِ المفضلة تحت قطرات المطر ،و تركضي هنا وهناك كأنكِ عودتي طفلة في السابعة من عمرها، وتضمي بعض القطرات بين كفيكِ وتلقي بهم على وجهي فاركض خلفكِ كطفل في نفس عمركِ؛ حتى أتمكن من الإمساك بيكِ، وأعود ناظراً إليكِ متأمل بسمتكِ، مشاهداً خصلات شعركِ والمطر يدعبها ؛فتلتصق علي خديكِ، فتشتعل نيران الغيرة في جوفي؛ فابعدهن عنهما لأرى القمر كيف يبدو بدرًا ليله كماله، ويظل صوت ضحكتكِ يدوي في أُذُنيّ حتى يوقظني توقف السماء عن المطر ؛فاعود لواقعي وأستيقظ من نومي وأُشاهد   من خلف نافذتي طرقات جميعها مبللة والناس تسير بسرعة مفرطة ليختبؤوا، ويغلق الجميع نوافذهم، عدا نافذتي، وتسكن الأصوات، عدا صوت الحنين بداخلي ، فالمطرقد عاد حقًا، وأنتي يا حبيبة المطر وقلبي ما عدتِ.


منى_محمد

جريدة غاسِق

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع