القائمة الرئيسية

الصفحات

دنيا لا تشبه الدنيا 

       أمل هاشم


بينما أنت تلهو وتضحك هناك ملاك يتألم وبينما أنت غير مبالي بما حولك هناك فارس يحارب جندي شجاع يتصدى لجيوش أعدائك، يحميك من كل المخاطر، يَفديكَ بروحه ويتحمل طعنات الحياة المُشبعة بسمومٍ تُوشك أن تُزهق دقاته، سموم تحت مسمى الفقر، العوز، المرض، وربما الكثير مما ستستمع له للمرة الأولى، لو علمنا ما تتكبده الأم من مشاق لأقمناها ملكة على عرش قلوبنا، لو علمنا ماذا تَتحمل من خناجر الأسى من أجل أن تظل البسمة على وجوهنا لأبقيناها في أحضاننا طوال عمرنا، أعلم يا صغيري بأن لا أحد سَيُحبك بقدرها، لا أحد سيتحمل همك غيرها، فهي إن رأتك تسير في درب الخطايا ستجدها كالملاك يُرفرف بجناحيه، ومن ثم سَتُعانقك لتبعدك باللين أو بالحدة، فلن تتركك حتى تعود لرشدك، الأم تُشبه لحنًا نادرًا يعزفه موسيقار بارع على أوتار قلبك، تُشبه زهرةً جميلةً ورقيقةً في بساتين الحياة المليئة بالأشواك، الأم أضعف وأوهن المخلوقات، تألمت فَتحملت، عانت فكبتت عنك بُكائها، سموم الحياة تَسري في جسدها ربما من مرضٍ أو فقرٍ، لكنك على الدوام تراها مبتسمة، بينما جيوش الألم تَغزوا روحها. 


"دُنيا الناس تؤلمنا، ودُنيا الأم تُداوينا". 


أمل هاشم 

تعليقات

التنقل السريع