القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال الحب

إسراء الزهدي

الحب عبارة عن لمسات روحية وقلبية فالحب يجعل للحياة قيمة بل يلعب الحب دورا كبيرا في حياة الإنسانية البشرية ويساعد على ثباتها وتماسكها فيمنع العداوات ويساعد على التخلص من العنف والهمجية، ويحقق السلام والسكينة في المجتمع الذي يمتلئ بالحب نجده دائما متماسك ومترابط

 فللحب أسرارًُ دقيقة، ومعاني خفية، لا يعلمها إلا من ذاقها، وأمتلأ بها، فللحب العديد من المعاني؛ التي لا سيما نبحث جميعنا عنها، ذلك أن الحب يمتزج أيضًا بالأحاسيس، وبالفرحِ، والحزن، وبالعديد من الأشاء الرائعة، والتي منها التواصل الروحي، وما أعظمه من تواصل، تتلامس فيه الأرواح والقلوب، فما الحب إلا تجربة حية، فمن ذاق الحب عرف، ومن عرفهُ اغترف، وللحب درجاتًُ ومقامات، وأنواعه كثيرة، كما أنه ذُكِرَ في القرآن الكريم: وقال تعالىٰ: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ فالحب ليس مجرد كلمة، أو نظرية، فقد كان عليه الصلاة والسلام أعظم مثلً ف الحب، ليس كما تحكي كتب التاريخ، بل إنه كان أُسطورة لحب طاهر نقي، إنه حُبْ سيد الخلق ﷺ. 

•الحب

هو شعور لا إرادي يخرج من قلب الإنسان، أشبه بمشاعر مقعدة تُسيطرُ علي كيان الإنسان، وعلى إحساسه، وتصرفاته، ولا يقتصر الحب على حب البشر فقط بل يتعداها لأشياء كثيرة. 


•وللحب انواع

1-الحب الإلهي أو ما يُسمىٰ بالعشق الإلهي وهو المتعلق بحب  

-ﷲ
- الأنبياء
-آل البيت
-الصحابة
-الصالحين
ومن مِنا سيصل لهذه الدرجة من الحب؛ بهذا اليسر، بل يتطلب الأمر الكثير والكثير من المجاهدات، ومصاحبة الصالحين وملازمتهم، فكما نعلم أن حب الخلق يوصل لحب الخالق، فكذلك مصاحبة الصالحين تورث الصلاح

2-العائله

-الوالدين
-الأعمام
-والاخوال
- والعمات
- والخالات وغيرهم من ذوي القرابة
فذلك الحُبْ، هو الحُبْ النقي الذي لا يُبنيٰ على مكاسب أو مصالح

3-العلاقات

-الصداقة
-زملاء العمل وغيرهم
فجميعنا نحب أصدقائنا وزملائنا بطابع المحبة والألفة

4-الحب العاطفي

وهو ذلك الحب الممزوج بالود والالفة، والشوق، والحنين، هو ذلك النوع الذي تتلعثم فيه الحروف، وتعجزُ الأحاسيس والمشاعر عن التعبير بما يجول فالفؤادِ 

وكما أن للحب أنواع فله أيضًا درجات، فليس الهوىٰ كالعشق، وليس العشق كالشوق فمراتب الحب تتفاوت.
ولأن مراتب الحب ومراحله كثيرة سنذكر منها... 


مراتب الحب:-

-الهوى: 

يتمثل ذلك للنوع في الحب الذي يعيشه المراهقون وهو ما يولد ذاك الشعور بالانجذاب إلى الطرف الآخر. 

-الصبوة: 

وهي تلك المرحلة التي ينتج بها الود بين الطرفين وهي تلي الهوى مباشرة

-الشغف: 

وهو وصول الحب إلى شغاف القلب فهي مرحلة يسكن الحب فيها القلب قال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى "الشغف أن لا يرى المحب جفاء، بل يراه عدلًا منه ووفاء" 

-الكلف: 

وهي مرحلة يصبح فيها المحب فانيًا في محبوبه متعلقًا بح إلى درجة أنه من الممكن أن يسبب له الأذى من شدة حبه دون أن يقصد ذلك هي مرحلة يرتفع بها الحب وهي من أصعب المراحل على المحب حيث لا يستطيع في تلك المرحلة إخفاء مشاعره تجاه محبوبه

-العشق: 

هي مرحلة الحب المفرط، هي مرحلة بها قد فتن الحبيب بمحبوبه وسيطرت كل مشاعر الحب والعاطفة على قلب المحب بشكل كامل، وبها ايضا يتأكد المحبوب من أن هذا الحب صادقا وحقيقي فمن الممكن والبديهي أن يحب الشخص بظاهر أمره ولكن الحب الحقيقي هو ما يلامس القلب ويسكنه

-النجوى: 

وهي تلك المرحلة التي يطغى عليها الحب والحزن معًا فقد يشعر المحب بالحزن والالم والحاجة للمحبوب والشوق له فتتتملك المحب مجموعة من المشاعر المختلفة والمختلطة من حزن وفرح وغير ذلك

-الود: 

وهي مرحلة يخوضها المحب بعد عناء ومشقة فبعد خوض جميع المراحل السابقة تلك قد وصل المحب إلى محبوبه ويستطيع التعبير والإفصاح عن كل ما يشعر به فهي مرحلة مليئة بالرقة والود والسلام بعد خوض حرب للحفاظ على ذلك الحب

-الهيام: 

هو اعلى درجات الحب يشعر المحب بمشاعر غير عقلانية وكأنه مجنون اصيب بجنون الحب هي مرحلة من الهلاك أي أن المحب قد هلك في حب محبوبه ايضا تسمى مرحلة النضج ففي هذه المرحلة يستطيع المحب التغلب على جميع العوائق أمامه ويستطيع التغلب على كل شيء يقف أمامه فقط ليصل إلى محبوبه

-العلاقة: 

وهي تعني تعلق القلب بالمحبوب تعلقًا شديدًل

-الصبابة: 

وفي هذه المرحلة ينصب القلب إلى المحبوب بحيث ان القلب لم يعد ملك صاحبه بل أصبح ملك محبوبه

-الغرام: 

وهو ملازمه الحب للقلب بلا مفارقة

فمراتب ومراحله الحب كثيرة ومعانيها غامضة ومختلفة وتلك المشاعر الناتجة عن الحب مختلطة وغامضة ايضًا، فكل تلك الدرجات والأنواع للحب تدل علي عظمة ومكانته، فالحب هو سمةًُ من أعظم ما وضعه ﷲ في قلوبنا، فورثت بداخلنا التراحم، فبدون الحب تصبح القلوب قاسية، باغضة، فبالحب تنتشر السعادة، والالفي، والمودة واللطف بين الناس كافة، وما اعظمه من حب هو الذي بلا غرضًا دنياوي أو مصلحة ذائفة، زائلة، وكذلك العطف، والتسامح مرتبطان بالحب، رحمتً لبعضنا، فما ينتج عن الحب الا كل الحب، والخير والسكينة، والسلام، فلا يستطيع محب إيذاء محبوبهِ، وكذلك يذيدنا الحب الصادق الصالح تقربا لله تعالي، 

وبعد كل ذلك فيجب علينا أن نُحافظ علي الحب بداخلنا، وعلي الذين نحبهم، وأن نجعل ذلك الحب طريق صلاحنا، واصلاحنا، وليكن كل منا مثلا في الحب اقتداء بالحبيب المصطفى ﷺ، ولتجعل من ذلك الحب الذي في قلبك نعمة لك لا نقمة، فما أعظمه من عطاء وهبنا ﷲ سبحانه وتعالى ايهُ.

إسراء الزهدي|روح الفؤاد|جاردينيا

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع