القائمة الرئيسية

الصفحات

 أسرة مضطربة

إسراء الزهدي 

كنت أحب التحليق عاليا ولكنهم قصو أجنحتي، وقضوا على حلمي فأنا أصبحت كاليمامة المحلقة في السماء، ليس هذا وحسب بل هناك الكثير والكثير من المشاجرات والخلافات، أجلس باكية كل ليلة على قسوتهم، أشعر بالحزن الشديد عندما أجد أسرة مكتملة سعيدة، وأجد الأطفال يلعبون ويمرحون، أما عني فأجلس وسط عائلة لا تنتهي خلافاتهم أو مشاجراتهم، يعاملون اللعب وكأنه جريمة شنيعة، يأخذون مني جميع الأشياء التي أحبها منذ ولادتي وحتى الآن، لا منقذ لي سوى البكاء، أجلس كسجين فارًا خوفا من القبض عليه لأبكي بشدة وأشعر بالبؤس الشديد، طاقتي نفدت، ولكن يتوجب على الصمود والاستمرار، لا يمكنني التراجع أو التوقف، أصبحت المهدئات هي منقذي الوحيد، أصبحت كمريض نفسي يهرب من واقع مؤلم إلى عالم الخيال الخاص به، إلى هاتفه بعيدا عن ضجيج الحياة من حوله، ولكن لا فائدة فما زال الخوف يتمكن منه، وما زال يشعر بالقلق، والوحدة، والحزن، وها هو مكتف يبحث عن طريقة للهرب من كل هذه الضوضاء حوله، فلم يجد طريق سوى الموت كي يهدي كل شيء ويستقر.

إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع