فقيدة على قيد الحياة
إسراء الزهدي
أنا فتاة تحتاج دائما إلى الكثير من الاهتمام وإلى سماع الكلمات المعسولة وأحتاج إلى من يحتضن قلبي ويربط عليه ليطمئن؛ ليشعر بالأمان أحتاج إلى وطن أسكن فيه، وملجًأ أسكن إليه، وحب أحتمي به، وقلبًا أختبئ خلفه، أحتاج إلى كل شيء يحمل عاطفة حية تشعرني بعودة روحي المفقودة، وترمم فُتات قلبي الممزق، أحتاج روحًا هادئة تحتضن روحي التائهة لتسكن، فأنا فتاة أثقلتها الحياة، وتكأكأت عليها الهموم؛ حتى أحنت ظهرها، أنا فتاة فقدت الأمان والسلام في وطنها، فبتُ أنتظر مجيء وطنً جديد لأسكن بداخله، لأحتمي به من الأوطان القاسية حولي، أنا فتاة ماتت الحياة بداخلها، ومات كل شيء، وهي ما زالت على قيد الحياة، تسعى لأحياء ما فَقْدته وأصبحت فقيدته، ظلت تسعى حتى أصبحت هي فقيدة من حولها، فقيدة تائهة في متاهات الحياة، ممزقٌ قلبها، شاردة روحها، هزيل جسدها، مرتجفًا بنيانها، لا تثق في أحد، ولا حتى في نفسها، مزبزبة كلماته، حتى أنها باتت تخشى التفوه بأي قول، فتاة فقدت السلام والأمان، ليست تحتاج إلا إلى سماع حلو الكلام، ربما تلتئم جراحها، ويسكن ما بداخلها من آلام.
تعليقات
إرسال تعليق