القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة قصيرة شقة الباش مهندس

مهند محمد 

أحد أحياء القاهرة قديما شارع ١٦ شقه رقم٢٢.

من بين ليالي القاهرة وشوارع المعز وتوافد السياح من كل مكان ومن بين كل البيوت التي يسكنها الضحك لم يمر الليل بسلام علي تلك الشقه شقة المهندس عبد الرحيم جلال المشهد المعتاد علي أهل المنطقه وهو عودة عبد الرحيم في التاسعه مساء يحمل أسطوانة جرامافون وكيس أسود يحمل أحد أنواع الفاكهه ويسير بخطوات هادئه دون أن يلتفت أي اتجاه وبعد دخول منزله يُحكم اغلاقه بسلاسل وقفل،

الملاحظه الأولىٰ

 "المنزل يُغلق فقط، ولم يراه أحد يُغادر"

ودون ان يُنير المنزل يصدر صوت الموسيقي الغربيه التي تُعد غير معروفه لسكان الشارع وفي تمام الثانيه عشر تتوقف الموسيقي ويبدأ شجار بين رجل وسيده يتحدثون الانجلزيه ومن المؤكد أن السيد عبد الرحيم هو ذالك الرجل أم السيده ليست معروفه ولم يراها أحدً من قبل،

الملاحظه الثانيه

"قال أحد شهود العيان ان مدخل المنزل مليء بالزجاج المكسور ويصعب علي شخص عبوره"

في أحد الأيام تملكت الشجاعه من احد أهالي الشارع وقرر إيقافه لطرح الأسأله عليه، وعندما أطال النظر لعينه أصابه الفزع ولم يقدر علي أخراج الكلام من فمه وغادر وفي اليوم التالي استعاد صحته وبدأ بالوصف وقال الأتي:

"أبيض البشره وعينيه سوداء ولحيته كبيرة وتكاد أن تلتصق بعيناه ويخرج رعب من عينه وشر اظنه لن يتوقف حتىٰ ينال ما يُريد"

والسؤال الذي يجب طرحه الأن هو, ماذا يُريد؟!

تمر الأيام ويتعاقب الشروق والغروب ويستمر الناس بوضع الأشاعات لأننا كمصرين نمتاذ فقط في وضع الأشاعات ،

قال أحد الأطفال"أظن انه عفريت" ويكذبه والده بأن العفريت لا يُرىٰ

ومن بين أقوال أنه چن او لص او جسوس تحدث أحد رجال المنطقه المؤمنين والذي ينحاز عمر ٨٠ عام وعند معرفه أسمه قال الأمر المفجع للجميع: 

" البشمهندس عبد الرحيم مات من خمس سنين في حادثه المبني الي وقع في الأسكندريه وأهله أخدو العزا وسافرو روسيا من غير ما يستلمو الجثه كمان ما فيش غير البت الي كانت بترطم أفرنجي هيا بس الي فضلت في البيت ومحدش يعرف عنها حاجه لحد النهارده وأنهىٰ حديثه بأبتسامه خفيفه وقال بطلو تخيلات بقا مَ جن الأ بني أدم".

وبعد ذاك الحديث المُربك للبدن شاع الرُعب بين الناس في أنحاء المدينه وليس الشارع فقط،

الملاحظه الثالثه

"أن كُنت تجاور أكثر مخاوفك ولا تعلم ستكون بخير"

الأن انقلبت الادوار الرجل يعود كما هو معتاد واهل الشارع اصبحو لصوص متسللين ليعلمو ما يحدث في الداخل،

المشهد الاول: يدخل الرجل من باب المنزل المُحطم ليخرج من الكيس طعام ويقوم برميه الي غرفه أخرىٰ ويذهب الىٰ الجرامافون ويقوم بوضع الأسطوانه ليستمع الىٰ الموسيقىٰ بينما يُدخن وعندما تنتهي الموسيقىٰ يذهب الىٰ الغرفه ليحدث ما هو غير متوقع ويقوم بشد فتاه من شعرها وهيا تزحف علي الأرض ثُم يُعناقها ويصفعها ويُعنقها ويصفعها ويقوم بفك قدميها ويجعلها تجلس ويبدأ بالحديث ثم يرتفع الصوت وتبدأ بالقاء الكلمات وهيا تبكي ومن ثما عناق أخير وعناق ويسيرون الىٰ الغرفه ولم يخرج أحدهم حتىٰ شرقت الشمس ويتبادل اهل المنطقه علي تلك الشُرفه ليشاهدو ما حدث وبينما دقت الساعه التاسعه حتىٰ ظهر الرجل يسير دون غطاء رأس ودون لحيه ولم يحمل اليوم الكيس الاسود ولا اسطونات الموسيقىٰ وعندما دخل الىٰ المنزل لم يُغلق الباب واليوم فقط مُنذُ بضع اعوام لم يتسمع لموسيقىٰ ولم يتبادل الشجار مع السيده وفي اليوم التالي لم يحدث ما هو معهود لم يأتِ عبد الحليم للمنزل وعند مرور أسبوع من أختفائه وعند تسلل أحد الاطفال وجد ورقه كُتبت بلغه غير مصريه وعند ترجمتها قرأت؛

"عزيزي عبد الحليم أنا فقط من أنتظرك لقد غادر اهلك الي روسيا وأنا مكثتُ هنا علي يقين أنك علي قيد الحياه ولكنك لم تعد مُنذُ عام وانا لن اغادر، عزيزي سأخذ حبتين من الغله وأذهب الي سريرك المُفضل وعندما تعود أيقظني"

للعلم قالت فتاه في العشرين من عُمرها؛

"عندما كُنت أضع الطعام للسيده في احد الايام رأيت السيد عبد الحليم عائد وعندما قرأ الورقه تملك منهُ الزعر وقذف بكيس الطعام علي الأرض ومن ثم قام بشدها وقد تملك منها الموت ولم أكن أعلم وعندما انتهىٰ من البُكاء ظل يُردد بعصبيه لم اشاهدها من قبل "لماذا لم تُغادري معهم لماذا بقيتي يحمقاء وبكي وطعن قلبه بسكين ومات علي الفور ولكن قبل وفاته قال لي لا تُخبري أحد وأخبرني:

"سأذهب لأعيش معها في زمان اخر"

اليوم فقط هدأت روحه ودُفنت جثته هو والسيده اليوم صارت القاهره بخير وغادرو هما .

مُهند محمد|جاردينيا 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع