القائمة الرئيسية

الصفحات

نص شرود قارىء

إسراء الزهدي 

ماذا لو اصطحبت كتابًا مميزا وذهبت به على حافة الشاطئ واحضرت نوتا صغيرة وقلما ووضعت منضدة أو كرسي صغيرا تتكئ عليه كي تكن معتدل الجلسة تلفحك نسمة هواء باردة تغرب الشمس ببطء صوت الأمواج يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيك دون أن تشعر أمامك فنجان من القهوة تتمتم بالقراءة معلنًا شرودك عن عالم واقعيًا، به الكثير من البشر، متجهًا بكل حواسك إلى عالمًا آخرًا لا أحد به غيرك، عالمٌ مليئٌ بالهدوءِ، والسكينةِ، يسطحبها صفاء ذهنك، تمسك بقلمك وتخرج اقتباسات عدة من ذاك الكتاب، تدونها برفقٍ في النوت الخاصة بك، فتغلق الكتاب ما بين الحين والآخر مرتجلًا على ما اقتبسته، لتعود مرة أخرى من عالمك ككاتب، إلى عالمك كقارء مولع بالقراءة وحب الكتب، مدمنًا لرئحتها، وكأن رئحة العبير تفوح بها، أو كأن القراءة هي حياتك الأخرى، أو كانها تزيد من عمرك وقتًا أكثر، كأن الحياة بكل ما بها تأخذ من عمرك، وطاقتك، وسعادتك، بينما تأتيك القراءة كطوق نجاة فتستعيد طاقتك، وقوتك، فتعيد ملأم من جديد بعد أن أفرغتك الدنيا، تعود القراءة لتمدك بالمزيدِ من الأملِ، والتفائل، والسعادة، تأتيك لتمنحك طمأنينة لفؤادك، فتغشاك السكينة والهدوء، فللقراءة عالمٌ غير عالمنا تصطحبك برفقتها لتُريك من داخل نفسك ما لم تره بعينك. 


إسراء الزهدي|جاردينيا 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع