القائمة الرئيسية

الصفحات

نص الغياب

دينا احمد 

تدقيق لغوي هنـا محـمد


غبت وغابت أيامي لم يعد لي عنوان فلقد تركني في وسط احزاني تتحدثون عن الغياب لا أحد يعرف الغياب مثلي قد تركوني أحبتي في وسط همتي وجروحي والآلآمي هلكت مشاعري من غياب الأحباب طال الغياب وهواك كان غالب ليالي ولأيامي أصبحت وحيده في الغياب منكسرا، لا أستطيع أن أشرح كل ما يدور بداخلي تائهة لا أعرف ما الذي يعم من حولي، لم يعد لي أصدقاء وزوج، وحبيب صرت جسدًا بلا روح، مهما طال الغياب فاذكريات تؤلمني يومًا بعد يوم أصبحت أسيرة بين الحب وظلام الغياب فتاة لن تمتلك إلا رماد حياتها، أعلم أنني تائه الآن، بين قلب مُحطم، وماضي لن يعود، مبدعه في كتم مشاعرك لكن عيناكِ تكشفنَّ ما تجاهدين في إخفائه، لا تملكين مهارة البوح أعلم لكنك تملكين مهارة التجاوز، الحزن ينخرك وأنت تتجاوزين، حتىٰ تتعودين عليه ويصير جزء لا يتجزء منك، حتى يحتلك بعد حصار طويل وتسقط أسوارك، وأنتِ بعيده الآن وأنا بعيد، ويعد القلوب ليس بعد الجغرافيا بل بعد الحنين، أملي في هذه الكلمات لضمان من جديد؛ بعدما إفترقنا في أحد زلات الغرور، فأحاول عزف نوتات الوصل ياصغيرتي ونرقص على إيقاع الشوق من جديد، لكني لا أجيد العزف وأتقن الرقص، أتقن شوقك، أعلم أنك منكسره تجففين عبراتك والجفون تزداد غزارة، وحيدة وشامخة كفلسطين، مهملة بعنايه تثير فيكِ الحزن، لا وجود لمن يسمعك، ولا لمن يهتم بتفاصيلك الصغيره، لم تجدي من يضحكك بنكِاته المتواضعه، ولا من يعامل أخطائك التافه على أنها مصيبة سقطت عليه، يرونك معقدة كندفة ثلج وأراك جميله كندفة ثلج، أعلم أنك عزيزة النفس جميله الروح عفوية الطباع وهذا سر نظرتك بين الجميلات، والجميلات لا يملكون ماضٍ مشرق مع الحظ، لازلت تبحثين عمن يشبهك كمًا وكيفًا وحديثًا وصمتًا وفرحًا ووجعًا، تفتقدين بعضًا من حنان الأب وتبحثين عنه في الحب، علي أمل إيجاده، لكنك خذلتِ ولم تجديه، بعيده في غربتك، مملوءة بالعابرين، تفتشين فيهم عني أنا الأقرب لقلبك والمألوف لكل جوارحك ومن تعرفني كل خلاياك، لكني مثلك تائه، والبعد عنك في حد ذاته، نمشي في خطيان لن يلتقيا، في وجهتان متعاكستان، وسنمشي حتى نلتقي بعد لفة العالم، بعد الغياب، فقدت شغف حياتي وعدتني لن تتركني وحيده وصار بالفعل وتركتني وسط ديجور الغياب أتتالم في غيابك لن أستطيع أن أرى  ملامحك وتلامس يديك الناعمين أود تراجع ذكريات ونتهامس ونتلامس ونتشاجر صرت وحيده في عالم لا اعرف عنه شيء، فقد أمتلك الجفاف قلبي وتوقف عقلي عن تفكير وأصبحت مشتتة للغاية.

دينا أحمد|جاردينيا

تعليقات

التنقل السريع