القائمة الرئيسية

الصفحات

 مصدر قوتي

إسراء الزهدي 


ذاتَ يومٍ قال لي أحدهم أنني أستطيعُ تحقيقَ كل شيءٍ، وأنني ما دمتُ أحلمُ فأنا أستطيعُ.

أراني قوتي الكامنةَ بداخلي دون أي مجهودٍ مني، جعلني أحلّقُ في سماءٍ لم أكنْ يومًا أحلمُ أن أصلَ إليها، أذابَ كمدَ قلبي، وازالَ الشجنَ عن روحي، كشفَ لي عن هويتي التي كنتُ أجهلها، ومنذ ذلك الوقتِ وأنا أطوفُ بقلبٍ غيرِ قلبي، وروحٍ غيرِ روحي، فواللهِ إنّها لروحي الضائعةِ، وإنه لقلبي الحائرِ، ولكن أنا من غفلتُ عنهم حتى عجزَ عقلي عن إدراكهم، غفلتُ عن ذاتي حتى لم أعدْ أعلمَ أن هذا أنا، أضعتُني في مكانٍ ولم يُعدني إلى ذاتي وصوابي سوى ذاك الذي آمنَ بقدرتي وجعلني أُؤمنُ بي.

ومن ذاك اليومِ الذي أعادني فيه إليا وأنا أحلّقُ عاليًا في سماءٍ مليئةٍ بالآملِ والبهجةِ، لا مكانَ بها لليأسِ أو الحزنِ، لا مكانَ بها للضعفاءِ أو الجبناءِ، وكلما شعرتُ بنفاذِ طاقتي عُدتُ مسرعةً إليه، أستعيدُ طاقتي النافذةَ، وإن لم أجده استمددتُ طاقتي من حديثه السابقِ، أجدهُ دائمًا معي وبجانبي، حتى في غيابهِ، أجدهُ حتى بعد رحيلهِ، يربطُ على قلبي، ويعينُني على تخطّي الصعابِ، ويساعدُني ويرسمُ ابتسامةً على شفتي طوالَ الوقتِ، ويبعثُ السكينةَ بداخلِ فؤادي فيهدأُ ويكفُّ عن الخفقِ، ففي وجودهِ طمأنينةٌ لِأرواحِ من حولهِ.


إسراء الزهدي|روح الفؤاد|غاسق 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع