القائمة الرئيسية

الصفحات

بئس الحياة


فَاطِم ابنة مُحمد

 فبِئسَ الحَياةَ وما بِها مِن أَلَمٍ؛ تُقيِّد المَرءَ بقَلقٍ دونَ تَمتُّعِ، ويظلُ المرءُ دومًا فِي حروبٍ، يُحاربُ وكُل جانب به يقذفُ الدماءِ، وتظن أنهُ بعد كُل ذلك سيصل؟!

خاب ظنكَ هذا، فإنهُ لن يصل لنهاية طريقهُ، سوف يظلُّ يُحارب دون جدوىٰ، ولِماذا يبدو علىٰ وجهك أيُّهَا القارئ التعجُب؟! 

لقد عودتنا الحَياة علىٰ هذا، فأصبح المرءَ مُعتادًا كُل شيء عليكَ تخمينهُ بهذه الحياة، هل مررتَ بِشعور الحنينُ لشخصٍ ذهبَ ولن يعودَ، ولن تستطيع مُحادثته؟! 

هل جرَّبتَ الصمود، والتظاهر بالصمتُ وكُل شيء بداخلك ينهارُ؟!

جرَّبتَ التعامُل كغريبِ مع أعزِّ صديقًا لكَ؟! 

أَجربتَ أن تشعُرَ بالغرق بمفردِكَ، ولا أحد ينقذكَ، ولا أنتَ عُدْتَ تُريد العيش مِن جديد؟! 

الألمُ أنواعٌ وأشكالٌ كثيرةٌ، قد يتزين بِها، لكن لماذا كان علي تجربتها جميعُها؟ 

لماذا جعلتني الحياة أُجرِّبُ كُلَّ ألوان الألمِ؟

 إن الروحِ لو كانت تتحدث لصرخت لكُل هذا، والذي لا أعلم مَا سببهُ، أما الجسد فباتَ هامدًا كالأمواتِ، ساكن، ليس يوجد سوىٰ الأدموعِ التي تقذف الدماء حسرةٌ علىٰ مَا قد وصلتُ لهُ، ولِما الحياة تفعل بي كُل هذا مؤكد أن الحياة لا تُحبني، ولا تريدني بِها. 


فَاطِم ابنة مُحمد

جريدة غاسق 

تعليقات

التنقل السريع