نص عشت وحيدا وسأموت كذلك
سماء صابر
بماذا أخبركم وعن أي شيء أبوح لكم به ولكن سأُحدثكم قليلا عمّ يجول بخاطري لقد مر الكثير والكثير وأنا مازلت أعاني تضرع النيران في صدري من الكمد وعدم الإحساس لا أحد يشعر بي لا أحد يعلم ما أمر به لا أحد يرى الديجور الدامس من حولي رغم أننا في ضيء النهار عندما كنت طفلا فقد قضيت طفولتي وحيدا ولم أتذوق طعم الطفولة كالأطفال لم يكن همي العب والمرح كباقي الأطفال، بل كان أقصى طموحي كيف أحصل على قوت يومي، وأُشبع رمقي، وعندما كنت شابًا أصبحت مسؤلًا عن ذاتي، ولم أجد أحد يُنير لي الطريق، وتحملت مر الحياة ولم أُبالي، وعندما وهن عظمي، وأشتعل رأسي شيبًا لم أجد أيضًا أحدًا بجانبي، فالجميع يتبارى خلف مصلحته أولًا، وها أنا الآن أرى نفسي أحمل جميع الهموم على عاتقي، أصبحت لا أستطيع رسم الابتسامة على شفتي، لقد خانتني قوتي، وخانتني عيوني فمن ينظر فيهما يعلم كم ما أُعاني، ولكن لا حياة لما تنادي، لقد فقدتم الإحساس جميعًا، حتى أولادي فلذات كبدي لم أجد منهم أحد بجانبي، بعدما لبيت لهم جميع متطلباتهم، وعندما أصبحت شيبًا تركوني وحيدًا، ولكن لماذا كل هذا الحزن الذي أمر به؟! نعم هذا حال الدنيا، ماذا الغريب في ذلك؟ ولكن الحمدلله أنها ليست دارنا ولا ديارنا.
تعليقات
إرسال تعليق