القائمة الرئيسية

الصفحات

نص الاشتياق للطفولة

ندى احمد عبد الستار

هل اشتقت لطفولتى

لماذا تذكرينني بها

لقد أرهقني التفكير في تلك الحياة التي لم أحزن يوما بها ولم أفرح كثيرا لكنني كنت سعيدة حقا إنها أسعد أيام حياتي وأحلاها معيشة.

_ هل تفدينني؟ ولماذا؟

-أتدري يا طفولتي الآن، كم أحبك الآن! كم عرفت أنك لن تعودي! نعم إنني أفتقدكِ، ماذا! إنني اشتاق لكِ، معكِ يا طفولتي كان الجميع أبرياء، أو لا، لكن هذا في نظري حينها، وقت طفولتي عِشت مع الرفاق والكبار الذين هم الأن بُعاد عنِّي، بعضهم فرَّقت بيننا المسافات، والبعضُ الآخر ذهب ولم يعُد، ألديك شكٌ أنني أكرهك؟ لا أنني أريد ولو يومًا منكِ مجددًا أيامكِ عشت مع من أحب، عِشتُ مِدللةٌ، لا أعَاتَب على الأخطاء، لا أُذكر في المشكلات، لم يتحدث عني الجميع إلَّا بكوني هادئة، بسيطة، جميلة، متعاونة، تلك الصفات لم تعُد تُذكر مع كونى أفعلها، الأن يا طفولتي عمرًا أنا صغيرة، لكن عقلي مليئ بالأفكارِ، والأحلامِ والأماني، والشخصيات، و المشاكل، والآراء المدفونة،أحقًا لن تعودي أبدًا! أود لو أن أرى طفلًا وانصحه ألَّا يكبر، فمع كبر السن تكبر المشاكل، والمسؤليات، وإلقاء اللوم عليك لكونك كبير، بداخلي طفلة، ولكن طفلة فى عالم الكبار، حقًا أحبك يا طفولتي.

_ لقد كبرتِ الآن يا صغيرتي كم كنتِ جميلة وأنتِ طفلة، والآن تكبري يومًا بعد يوم ومازلتِ جميلة لكونك فخورة بنفسك ولو قليل، لقد علَّمتكِ أنكِ مخلوقة هكذا ولن يقدر أحد على تغيير ملامحكِ، صرتِ تحبينها بشكلٍ كبير مع كل التنمر الذي كنت تواجهيه، والآن أنتِ فخورة بملامحكِ الجميلة، البسيطة، تلك العيون التي تشبه عيون الفراعنة، والفم الأسمر الوردي إنه لائق جدا مع تلك البشرة السمراء.

-أتدري أنني أحب ملامحي كلها، ولا أحب مثل تلك البشره السمراء، إنها خُلقت لي وأني حقًا أحبها جدًا، وأسعد دائمًا عندما ينادينى أحد بالسمراءِ أو السكر البنيّ، البعض لا يفهم ذلك المعنى، وصفت نفسي بأنني سكره لحلاوة روحي، وبنية لجمالِ سمارِ بشرتي، إن السُمر هم الوحيدون الذي غُنى لهم حين قالت شاديه "اه يا أسماراني اللون حبيبي يا أسماراني الخ" 

وغيرها من الاغاني والألحانِ، لم أحزن يومَا لكوني هكذا.

_إني فخورة بتلك الثقة التي ولدتِ بها، وفخورة لحسنِ تربيتي لك صغيرتي، أتمنى لك السعادة الطفولية مجددًا، دُمتي سالمة [طفولتكِ]

ندى احمد عبدالستار|جاردنيا

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع